أبدى وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي استعداد الجزائر للعمل على استعادة السلم في منطقة شمال مالي بعد الهجومات التي شنها متمردو التوارق على الجيش المالي الأحد الماضي، مجددا حرص الجزائر على المساهمة في إيجاد حل للعنف في المنطقة، حيث أشار إلى أنه لا يوجد أي احتكار لعملية السلام في المنطقة. كشف مدلسي، أمس بمجلس الأمة، عن وجود تحركات من الطرف الجزائري لإيجاد مخرج لقضية متمردي التوارق خاصة بعد الهجوم الذي شنه الموالون لزعيم التوارق إبراهيم أغ باهنغا، مشيرا على أن الجزائر حريصة على متابعة الملف وإيجاد مخرج للأزمة، مذكرا بالدور الذي قامت به الجزائر فيما سبق وفي عدد من المناسبات كشريك في صنع السلم بمنطقة شمال مالي، حيث أكد أن الجزائر قامت بدور الوسيط بين السلطات المالية والتوارق وبسط السلم في المنطقة. وأعرب وزير الشؤون الخارجية عن استيائه لتوتر الوضع بالمنطقة، واستطرد قائلا "نتمنى ألا تتكرر هذه الأزمة"، حيث شدد على أن الوضعية في الحدود الجزائرية المالية تشكل اهتماما كبيرا لدى السلطات الجزائرية باعتبارها جار ومهتم بالأمن وتنمية السلم في المنطقة، وأضاف مدلسي أن الجزائر تعتبر عضو فعال في صناعة السلم بعد توسطها بين السلطات المالية والتوارق. وفي ذات السياق، أوضح مدلسي أن الجزائر تعمل في الظرف الحالي على إيجاد حد وحل للعنف بالمنقطة وتحقيق الأمن السلم بالتعاون مع كافة الأطراف، حيث أشار في رده عن سؤال يتعلق باحتكار السلم من طرف ليبيا ولعبها دور الوسيط لفض النزاع في شمال مالي قائلا "إنه لا يوجد أي بلد يحتكر السلم ولا يمكن احتكاره". وعادت الأزمة والتوتر في شمال مالي بعد الهجوم الذي قام به أفراد موالون لباهنغا زعيم المتمردين التوراق على الجيش المالي والذي خلف 20 قتيلا من الطرفين، وجاء هذا الهجوم بعد أيام قليلة من دعوة جديدة لإلقاء السلاح وجهها الرئيس المالي إلى المتمردين والذي دعاهم إلى اتفاق سلام جديد، فيما طالبت الجزائر من زعماء التمرد وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار في جولة جديدة إلى جانب الالتزام باتفاق الجزائر الذي ينص على سحب الحكومة المالية لقواتها في بلديات التوارق كيدال تومبوكتو.