شكل موضوع ''واقع وآفاق النقد الأدبي الحديث في الوطن العربي منذ أواخر القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة''، محور محاضرة ألقاها الدكتور عثمان بدري من جامعة الجزائر، أول أمس، بجمعية الجاحظية بالعاصمة تناول فيها بعض إشكاليات النقد القائمة. انطلق المحاضر في مداخلته ''من أن الثقافة العربية تفتقر لأي برامج أو آلية تقوم بمتابعة وتقويم ما تم إنجازه، حيث تبرز أوجه الإيجابيات والسلبيات التي يمكن أن نتفادها''. وركز في ورقته هذه على مجموع من الإشكاليات والاختلالات لاستشراف الآفاق من بينها المراكز المنشاة للإبداع والنقد، مشيرا إلى أن هذه المراكز خاصة المتواجدة على مستوى المشرق العربي عهدها ''كمشرف للحاضنات قد زال'' و''بالمقابل ظهرت اليوم -كما أضاف- مراكز إستراتيجية بالخليج العربي ودول المغرب العربي أكثر علمية وفعالية ولا يقل مستواها على العالمية خاصة في ظل العولمة التي لا تعترف بالحدود''. وذكر المحاضر أن هناك سؤالا يطرح منذ العصور العابرة يتمثل في أسباب استخدام النقد فقال ''الجواب متعدد المداخل ويتمثل في جدلية علاقة النقد الأدبي العربي وسلطة اللغة''، مشيرا إلى أن الأساس في الأدب سواء لغة أو شعرا هو الإبداع في اللغة لأنه هو الذي يبث فيها الحياة من جديد''. وبخصوص النقد في الجامعة ذكر الباحث ''بأنه يعود ذلك الى عدم انفتاح الفضاءات على بعضها البعض بشكل عام''، مشيرا ''إلى أن النقد الأدبي ظل رهن إدراج الجامعة وأن فكرة الاعتراف مرجعها الخارج وليس الداخل لأن المشكل متصل بالواقع الثقافي العام وأن الفضاءات الثقافية محدودة من الناحية الكمية والنوعية وغير متفتحة على بعضها البعض لأن هذا العصر تتعابر فيه الأنشطة والثقافات''. وقال ''لابد أن ينفتح النقد على الأدباء وينفتح الأدباء على النقد وينفتح المجتمع أيضا على النقد، لأن من مشاكل النقد الأدبي المعاصر عدم وجود فضاءات لتربية الذائقة النقدية في المنظومة التربوية''. في هذا الإطار قال المحاضر''لا نجد في المنظومة التربوية فضاءات أدبية لتشجيع المواهب المفكرة فهي تعاني من نوع من الانغلاق''. وفي مشوار الدكتور عثمان بدري عدة مؤلفات منها كتاب ''قيم ونماذج من الأدب العربي الحديث'' ودراسات تطبيقية في الشعر العربي و''بناء الشخصية الرئيسية في روايات نجيب محفوظ''.