أكد سياسيون وأكاديميون فلسطينيون أن مواصلة الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومات العربية في موقف ضعيف وتعزز موقف حركة حماس، وقال رئيس دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سمير عوض إن "الرئيس أبو مازن لا يحسد على وضعه، فهو رئيس للشعب الفلسطيني، وإسرائيل لم تكترث له، ولم تعمل على تعزيز مكانة السلطة بل تصرفت فقط وفقا لاحتياجاتها الأمنية". وأضاف عوض "إسرائيل لم تترك للرئيس الفلسطيني مجالا للتحرك فيما تعلق بالمفاوضات، فلم يعد هناك إمكانية للمواظبة على التأكيد على أهمية المفاوضات السياسية وحسن سيرها، فهي لم تحقق أي مكسب للسلطة الفلسطينية"، وبحسب عوض، فإن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وغياب أي مكسب سياسي للسلطة الفلسطينية، تضع الرئيس الفلسطيني أمام خيار أن يعلن وقوفه في خندق واحد مع غزة، للتأكيد على أن لا أحد يستطيع الفصل ما بين الضفة وغزة". وأشار عوض إلى أن الرئيس الفلسطيني يواجه إشكالية أخرى، تضاف إلى الوضع الفلسطيني الداخلي، وهي "حالة الانقسام العربي (بشأن القمة العربية) لأن أبو مازن يستمد أيضا شرعيته من الوضع العربي"، وأضاف: "والخلاف القائم بشأن مكان انعقاد القمة يعتبر مؤشرا على أن القمة العربية لا يمكن أن يخرج عنها موقف قوي يمكن أن يستند إليه الرئيس محمود عباس". وفي تقدير عوض أن الرئيس الفلسطيني الآن أمام خيارات قليلة جدا، ومنها ما هو صعب، وهو "أن يعلن أنه مع حماس في مواجهة إسرائيل قلبا وقالبا"، وقال "إسرائيل أعلنت بوضوح أنها في حالة حرب لا هوادة فيها في غزة، وغزة هي جزء من شعب تحت حكم الرئيس محمود عباس, فأين سيقف؟". من جهته، اعتبر جورج جقمان، رئيس المركز الفلسطيني لدراسة الديمقراطية، أن ما يضعف موقف الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية في الضفة هو الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، وقال إن "مواصلة العدوان الإسرائيلي على غزة يرفع شعبية حركة حماس، وما يضعف أبو مازن هو إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب عدم تحقيق أي انفراج سياسي من خلال المفاوضات السياسية". وأضاف جقمان "لن تخرج السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية من هذا المأزق إذا لم يتم إحراز تقدم سياسي"، كما أوضح أن "مستقبل السلطة الفلسطينية في يد إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية، وإذا لم يتقدموا بإنجاز سياسي مقنع للشعب الفلسطيني فإن الأمور تتجه لإضعاف السلطة". وطوال سنوات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطيني فإن الطرف الذي كان يتعرض للهجمات الإسرائيلية، مهما كانت شدتها، كانت شعبيته تزداد بين الشعب الفلسطيني. وتابع جقمان "إسرائيل مهتمة من خلال عدوانها على غزة بإضعاف حركة حماس، أو ربما زعزعة حكومة حماس من خلال عملية عسكرية برية، ولا تأبه إسرائيل بمصلحة السلطة الفلسطينية برئاسة عباس"، وأضاف "هذا الأمر يعزّز شعبية حركة حماس على اعتبار أن الشارع الفلسطيني والعربي سينظر إليها بأنها الطرف المظلوم الذي يتعرض للقتل اليومي"، ودلّل جقمان على رأيه بالمسيرات والتظاهرات التي اندلعت في مختلف الدول العربية والأجنبية ضد الهجمات الإسرائيلية على غزة، "والتي تعتبر تأييدا لحركة حماس".