اعتبر سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانيةبالجزائر أن موقف الرئيس بوتفليقة من العدوان الإسرائيلي على غزة كان من بين المواقف الأكثر واقعية، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية رفض الرضوخ للضغوط التي مورست على القادة العرب لمقاطعة قمة الدوحة، وقال إنه أعطى بذلك درسا لنظرائه العرب، معلنا من جانب آخر فتح خطي جوي قريبا بين الجزائروطهران بالإضافة إلى التحضير لفتح مصنع لثلاث أنواع من السيارات بعد الرئاسيات. كشف حسين عبدي أبيانه أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قد أوفد مبعوثا خاصا إلى الجزائر تزامنا مع العدوان الإسرائيلي على غزة لإقناع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالمشاركة في قمة البلدان الإسلامية، وهي الدعوة التي قال إنه تجاوب معها إيجابيا قبل أن يتم عقد قمة الدوحة في نهاية المطاف، وفي هذا الموضوع اعترف المتحدث بأن الجزائر، من خلال رئيسها، أثبتت التزامها بموقفها الداعم للقضية الفلسطينية، واصفا إياه ب "الموقف الواقعي" على عكس بعض الحكام العرب الذين اتهمهم بالخضوع لضغوط خارجية لمقاطعة قمة قطر. إلى ذلك تابع سفير طهرانبالجزائر مؤكدا أن بلاده تعترف بدور الرئيس الجزائري الذي شارك في قمة الدوحة حول غزة إلى جانب المشاركة في قمة الكويت التي جاءت بعد أيام من ذلك، حيث ذهب عنا إلى القول "أهنئ الرئيس بوتفليقة الذي شارك في القمتين لتقديم أحسن درس لنظرائه العرب حتى يكونوا واقعيين أكثر.."، معتبرا أن العلاقات بين الجزائروإيران ليس لها حدود وأنها وصلت مرحلة هامة ومتقدمة خاصة بعد تبادل الزيارات على أعلى مستوى. ولم يفوّت حسين عبدي أبيانه فرصة الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر السفارة بمناسبة مرور 30 عاما عن الثورة الإسلامية، للحديث عن المفاضلة التي تمنحها الجمهورية الإيرانية للجزائر، حيث أورد أن "الثورة الجزائرية هي بالنسبة لنا ولكل الشعوب الإسلامية والمقهورة مثال حقيقي يمكن أن تقوم بموجبها بتقرير مصيرها بنفسها"، ولهذا السبب كشف بأن الجمهورية الإسلامية تولي قيمة كبيرة للتعاون مع الجزائر. وعلى صعيد تقييمه لمستوى التعاون الاقتصادي أكد السفير أبيانه أنه تمت تهيئة الأسس لذلك بالتوقيع على اتفاقية فتح خط جوي يربط الجزائربطهران في انتظار استكمال الإجراءات المتبقية لتجسيد هذه الخطوة التي ربطها أيضا بمواصلة تعزيز التعاون الثنائي، دون أن يكشف عن تاريخ محدّد لبداية أول رحلة جوية، كما أوضح أيضا أن إجراءات فتح بنك إيراني في الجزائر قيد التجسيد، مشيرا إلى أن مشكل الضمانات المتعلقة بالقروض البنكية قد تم حلّها وأن الأمور تسير بشكل طبيعي إلى حين تفعيل القرار. وعندما سئل حسين عبدي أبيانه عن المرحلة التي وصل إليها مشروع فتح مصنع لصناعة السيارات بالجزائر، ردّ بأنه كان مقررا أن يتجسد شهر مارس المقبل ويتعلق الأمر بمصنع للتركيب وآخر لصناعة سيارة مشتركة بين البلدين، لكن مع الزيارة الأخيرة لوزير الصناعة وترقية الاستثمارات حميد تمار إلى طهران تم الاتفاق من جديد على أن يتم فتح مصنع لثلاث أنواع من السيارات وهو المسعى الذي قال إنه يتطلب وقتا ليتحقق. وبحسب المعلومات التي استند إليها السفير الإيراني فإن هذا ملف فتح مصنع لصناعة السيارات بالجزائر يوجد حاليا على طاولة الوزير الأول أحمد أويحيى ومن المتوقع أن تتحرك الأمور بعد الانتخابات الرئاسية، قبل أن يطمئن حسين عبدي أبيانه بقوله: "إيران جاهزة في كل وقت". وأمام التقدم الذي باتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحققه في مجال البحث النووي، أورد أبيانه أن بلاده لا تعارض أي تعاون من هذا القبيل مع الجزائر، معترفا أن الأخيرة لم تبلغ طهران رسميا برغبتها في تبادل التعاون في مجال الاستعمال السلمي للطاقة النووية.