من الصعب أن يقدم التلميذ أستاذه الذي نهل منه وتعلم ...هذا ما قاله الإعلامي المتميز سليمان بخليلي في فضاء الجاحظية التى حل ضيفا عليها أول أمس لتقديم كتاب ''الرجل الذي رفض الوزارة'' لمؤلفه الكاتب الصحفي محمد بوعزارة الذي كان حاضرا هو الآخر في هذا الفضاء لإعطاء مزيد من الإيضاحات حول المؤلَّف والإجابة عن استفسارات الحضور. ولم يشأ بخليلي تقديم الكتاب قبل أن يخبر الحضور ويبدي أمنياته لبوعزارة الذي قدم له العون في بداية مشواره الإعلامي، واسترسل في الحديث عن ذكرياته مع الرجل الذي فتح له باب الظهور كوجه إعلامي متميز وكانت البداية عام ,1985 عبر أثير إذاعة ورقلة الذي كان بوعزارة يديرها وشهدت العلاقة فتورا لتعود بعد ذلك أكثر متانة. واعتبر بخليلي كتاب ''الرجل الذي رفض الوزارة على قدر من الأهمية'' وميزته أنه يتضمن مجموعة من المقالات القيمة التي نشرت في بعض الصحف، لتسلط الضوء على خصال ونضالات المجاهد الراحل محمد السوفي وتركز على الإضاءات التي اتسم بها مشواره النضالي والإعلامي وكيف فضل أن يمتهن التعليم عن تولي منصب وزير دولة الذي عرض عليه مرتين، إلا أنه رفضه مرة أولى في عهد الرئيس أحمد بن بلة والثانية في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين .. كما تناول المؤلف سيرة حياة محمد السوفي من مسقط رأسه بغرداية إلى آخر مراحل حياته الزاخرة بالعطاءات والإنجازات العلمية والنضالية. ويرى خليلي أن مثل هذا العمل من شأنه أن يصنف ضمن الوثائق المخلدة لشخصيات جديرة بالذكر والدراسة أمثال الطاهر بن عيشة مولود قاسم نايت بلقاسم وآخرون، بالإضافة إلى تناول عدد من الأحداث التي عرفتها الجزائر. من جهته أوضح بوعزارة أن قصة الكتاب تعود إلى سنة 2006 عندما أخبره عز الدين ميهوبي المدير العام للإذاعة الوطنية آنذاك أنه بصدد تنظيم حفل بمناسبة الذكرى الخمسين لاسترجاع الإذاعة الوطنية فما كان منه إلا أن اقترح عليه أن يكرم محمد السوفي في هذا اليوم، و بعد يومين من التكريم مات الرجل بعد أن التقى برفقاء القلم والصوت، فكان هذا سببا في إصدار هذا الكتاب. وتميز هذا اللقاء بحضور مجموعة من الوجوه الفنية والثقافية أمثال أمين الزاوي عبد النور شلوش وربيعة جلطي الذين أثروا هذه الجلسة الأدبية بمداخلاتهم.