كشف الباحث في الهندسة النووية عمار منصوري، أمس، أن فرنسا الاستعمارية قامت ب57 تجربة نووية في الجزائر خلال ست سنوات، وأكد أنه يجهل لحد الآن قائمة المواطنيين الجزائريين الذين أخضعوا إلى هذه التجارب، كما أشار إلى وقوع أربعة حوادث نووية بتاريخ 1 ماي 1962 نتيجة أخطاء تقنية أدت إلى انبعاث حمم بركانية وتشكيل سحب بها إشعاعات نووية خطيرة امتدت إلى غاية ليبيا، واصفا هذه الحوادث ب"حادثة تشرنوبيل". عاد الدكتور عمار منصوري خلال ندوة "ضيف التحرير" بالتذكير بالمسار التاريخي الذي شهدته التجارب النووية في الصحراء الجزائرية، حيث أحصى 57 تجربة من 13 فيفري 1960 إلى غاية 16 فيفري 1966، وأوضح أن هذه التجارب تضمنت أربع تجارب سطحية و13 على مستوى الأنفاق و35 بئرا، إضافة إلى وجود 5 تجارب استعملت فيها مادة البلوتنيوم التي اعتبرها أخطر مادة نووية. وكشف الدكتور منصوري في هذا السياق أن فرنسا قامت بهذه التجارب النووية التي افتقدت إلى احتياطات وقائية في ثلاث مناطق هي حموديا برقان وجبل السواني ثنفلا بعين يكر وثان أثرام، كما أوضح أن فرنسا أنشأت مخابر نووية على مستوى الأنفاق. وأشار الباحث في الهندسة النووية إلى أن تقريرا فرنسيا سجل وقوع أربعة حوادث نووية من بين 13 تجربة باطنية بتاريخ 1 ماي 1962 بسبب أخطاء تقنية بحضور وزير الدفاع الفرنسي بيار غاسمان ووزير البحث العلمي غاستون لاوسكي، موضحا أن النتائج كانت كارثية حيث أدت هذه الأخطاء إلى قذف حمم بركانية خارج الجبل، إضافة إلى تشكيل سحبا بها إشعاعات نووية امتدت إلى ليبيا ، مضيفا أن الولاياتالمتحدة اتخذت كل الاحتياطات لصد مد هذه الإشعاعات. ولم يتوان الدكتور منصوري في وصف هذه الحوادث بحادثة تشرنوبيل التي وقعت يوم 26 أفريل 1986 بعدما أوضح أن الأخطاء المرتكبة في هذه التجارب النووية أدت إلى تلويث المنطقة بالكامل، معتبرا أن التجارب التي تحدث على سطح الأرض أكثر ضررا من تلك التي تستعمل فيها أبراج على علو 100 متر. كما أشار الباحث في الهندسة النووية إلى أن فرنسا استباحت الصحراء الجزائرية خلال فترة استعمارها للقيام بالتجارب الكيميائية وتطوير برنامجها الفضائي منذ 1957، مذكرا أن الدولة الفرنسية بدأت في تطوير طاقتها النووية سنة 1945 أين أنشئت محافظة الطاقة سطر لها برنامج سري للغاية ورصد له أموالا ضخمة، كما أوضح أن فرنسا التحقت بالنادي النووي الدولي بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1945 والاتحاد السوفياتي سابقا سنة 1949 وانجلترا سنة 1952.