استنكر عمار منصوري الباحث في الهندسة النووية سياسة الكيل بمكيالين التي انتهجتها فرنسا في تعاملها مع ملف تجاربها النووية في الجزائر، فبعد أن كان سكان الصحراء الجزائرية هدفا لجرائمها النووية، عمدت خلال تجاربها اللاحقة التي قامت بها في بولينيزيا عام 1966 إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب انعكاسات هذه التجارب. أوضح عمار منصوري أن فرنسا وبعد الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الصحراء الجزائرية، وبعد التجارب النووية العشوائية التي أدت إلى إصابة الآلاف بأمراض نتيجة الإشعاعات النووية، عملت فرنسا على نقل هذه التجارب إلى بولينيزيا منذ عام 1966 والتي استمرت على غاية 1996. ويرى الباحث أن هناك فرقا كبيرا في تعامل فرنسا مع التجارب التي أجرتها في بولينيزيا، وتلك التي أجرتها من قبل في الجزائر، فعلى عكس تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية عمدت فرنسا إلى اتخاذ عدة احتياطات لتجنب الآثار السلبية لهذه التجارب من خلال تسييج الأماكن الملوثة، وإنشاء نظام مراقبة، وإعطاء المتضررين ملفاتهم الطبية، إلى جانب إنشاء مركز للمتابعة الصحية. واستطرد المتحدث أن فرنسا وفي مقابل ذلك ترفض الاعتراف بجرائمها في الجنوب الجزائري، ولا تقبل حتى بمد يد المساعدة للجزائر من أجل التخلص من نفاياتها النووية التي ستبقى آثارها وانعكاساتها تعصف بالجزائريين لآلاف السنين، في إشارة صريحة إلى أن هذه الأخيرة تتبع سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع ملف التجارب النووية في الجزائر.