شدد المترشح لرئاسيات 2009 علي فوزي رباعين، أول أمس، على ضرورة تمكين الفلاح الحقيقي من استرجاع الحق الذي يعود له من خلال الدعم الفعلي للقطاع والقضاء على العراقيل البيروقراطية التي "أثقلت كاهله"، فاتحا النار على مختلف السياسات الفلاحية المنتهجة في الجزائر التي ساهمت في ظهور "بارونات" الاستراد. في كلمة ألقاها في تجمع شعبي احتضنته دار الثقافة "ابن رشد" بالجلفة خصصها للحديث عن قطاع الفلاحة، أكد المترشح للاستحقاقات القادمة علي فوزي رباعين أنه يتعين اليوم التوجه الى مد يد العون الى القطاعات المنتجة وعلى رأسها قطاع الفلاحة بدل منح الدعم الى قطاعات "لا تدر نفعا" على الاقتصاد الوطني"، منددا بما يتعرض له الفلاح من عقبات إدارية تثبط من عزيمته "مما كان نتيجته التحول من دولة منتجة الى دولة مستوردة لغذاء شعبها". كما فتح المتحدث النار على مختلف السياسات الفلاحية المنتهجة في الجزائر، ليؤكد بأن هذا القطاع يسير ب " التشيبة " ولا يخدم الفلاحة والفلاحين بقدر ما يخدم " بارونات "، حيث أشار بأنها وراء تخييط القوانيين على مقاس مصالحها المنفعية، ملحا على أن الفلاح الحقيقي يحتاج إلى دعم كبير، من خلال مساعدته على شراء وسائل الإنتاج من آلات وأجهزة وغيرها، حتى لا تظل البلاد سائرة في درب الإستيراد من القمح إلى البطاطا والبيض وغيرها من الأمور الغذائية الأخرى . ولمجابهة هذا الوضع "الكارثي" الذي يعد المواطن البسيط المتضرر الأول منه، تعهد مترشح ورئيس حزب عهد 54 بإتباع مجموعة من الإجراءات، التي "ترتكز على الشفافية"، حيث أن أول خطوة ينوي القيام بها في هذا مسار التقويمي هي تنظيم السوق الوطنية، ذلك من خلال القضاء على السوق الموازية وكذا إعادة بناء وتنظيم سوق الجملة التي تعد العمود الفقري لهذه العملية، وهذا "حتى تتسنى المراقبة وتهيأ كل الظروف من أجل تكريس المنافسة العادلة، وهو الأمر الكفيل بتحقيق انخفاض الأسعار ووضع حد للمضاربة". كما يتضمن البرنامج الذي يزمع رباعين تحقيقه إعادة النظر في طريقة عمل الصندوق الوطني لدعم الفلاحين، ليتعهد بتخفيض فوائد القروض الممنوحة للفلاح، أما عن الشق المتعلق بالاستثمار الفلاحي أكد أنه سيسهر إذا ما وصل الى سدة الحكم على تشجيع المستثمرين الوطنيين، وكذا الأجانب مع ضمان الامتثال الى القانون مما يحقق المصلحة العامة للبلاد والفردية لهؤلاء"، علاوة على "إعادة الاعتبار للصناعات التحويلية التي تعد قطاعا ممتصا للبطالة والفائض في الإنتاج الفلاحي"، كما وعد بخلق هيئة مستقلة تشرف على العقار وتجعل من امتلاك أي مواطن له أمرا ممكنا". وفي اليوم الموالي، حل فوزي رباعين بولاية الأغواط لتعهد في كلمة مختصرة وجهها للجمهور الذي حضر تجمعه الشعبي المنظم بقاعة السينما لدائرة عزمه، بأن يولي منطقة الجنوب "عناية خاصة" من خلال إعادة الاعتبار لنقاط القوة، التي تتميز بها وعلى رأسها السياحة والزراعة الصحراوية، حيث التزم بأن يفتح باب الاستثمار فيها أمام الوطنيين والأجانب، غير أن "تحقيق هذا الهدف لا يتأتى إلا بتسهيل وسائل النقل البري والجوي"، من خلال خلق منافسة ايجابية وشفافة تكون نتيجتها خفض أسعار النقل"، ولكونهما عنصران حيويان في الحياة التنموية في الجنوب، تعهد بالعمل على خفض أسعار الكهرباء علاوة على توفير المياه. وحول نظرته لمجال السكن، يرى رباعين أنه من الضروري تدعيم البناء التقليدي للحفاظ على الطابع العمراني للجنوب"، مشيرا إلى أن "انجاز العمارات ذات الطوابق في هذه المنطقة أمر لا يتناسب مع طبيعتها وعقلية سكانها الذين تربطهم علاقة وطيدة بالأرض"، كما تطرق بالمناسبة إلى الدور الهام الذي يضطلع به سلك الجمارك في المنطقة الجنوبية في حماية المواطن وممتلكاته ومراقبة الحدود لمجابهة ظاهرة التهريب، مؤكدا أنه سيفسح "المجال أمام منظماتها النقابية لضمان حقوق أعوانها المالية والاجتماعية".