تفتتح اليوم بالعاصمة البريطانية لندن أشغال مجموعة ال:20 ،التي تضم أغنى الاقتصاديات عبر العالم ، حيث ينتظر أن يتخذ اللقاء سلسلة من القرارات، تهدف إلى تجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية وإعادة الاقتصاد العالمي إلى دائرة النمو ،غير أن هناك خلافات كبيرة بين الأعضاء ، فمنهم من يطالب بإصلاحات جذرية للنظام المالي العالمي ومنهم من يطالب بتجاوز الأزمة أولا ثم النظر في مسألة الإصلاحات ثانيا. أعرب الرئيس الروسي عن قناعته التامة بأن" الوقت ملائم لإجراء تعديل إيجابي وثابت في النظام المالي العالمي ، وتقترح روسيا في هذا الإطار سلسلة من الإجراءات على المجموعة، تتمثل في إصلاح صندوق النقد الدولي والبنك العالمي واستحداث عملة عالمية جديدة" ، وهي مطالب تؤازرها الصين ومعظم البلدان الصاعدة ، وتترجم إلى حد بعيد طموحات روسيا والدول النامية ،التي لا تملك حق النظر في المسائل الاقتصادية الكونية لضعف اقتصادياتها. لكن مقابل هذه المطالب ، يعتقد خبراء الاقتصاد الغربيون ،"أن مطالب روسيا سوف لن تحظى إلا بقبول مهذب لأن الدول الغربية ما تزال تنظر إلى روسيا مجرد شريك من صنف الأواسط فقط". ونشير في هذا السياق إلى أن روسيا رغم قوتها العسكرية وحتى الاقتصادية ، ليست عضوة في منتدى وزراء المالية للدول الغنية السبعة، كما لم تنخرط بعد في المنظمة العالمية للتجارة . ومن جهة أخري تفيد مختلف الإحصائيات ، أن الدخل الوطني الخام لكل من روسيا والصين يعادل نصف الدخل الوطني الأمريكي ، الذي يبلغ 15 تريليون دولار ( 15000مليار دولار). ورغم أن روسيا منتجا مهما للنفط والغاز، إلا أن اقتصادها مازال بعيدا عن الاقتصاد الأمريكي وحتى عن الاقتصاد الأوربي. ومن جهتها وعشية عقد هذا اللقاء ، حددت الولاياتالمتحدةالأمريكية أربعة خطوات أساسية لمواجهة الأزمة وتجوزها،تتمثل الخطوة الأولى في اتخاذ إجراءات عاجلة بهدف تحفيز النمو العالمي،ومواصلة تطبيق هذه الإجراءات إلى غاية استئناف النمو ،كما تطالب هذه الخطوة الأولى الدول الأوربية بوضع خطط واقعية وأكثر فعالية، في حين يتمثل الإجراء الثاني الذي تطالب به واشنطن بإعادة الاعتبار لدور الإقراض في كنف الشفافية والمسؤولية . أما الإجراء الثالث في نظر السيد" أوباما" ،فيتمثل في تقديم مساعدات للدول الفقيرة ودعم البلدان الصاعدة حتى تواصل دعم النمو الاقتصادي العالمي ،ويتعلق الإجراء الرابع والأخير في "مراقبة وضبط الجنان الجبائية وتبييض الأموال" عبر العالم. وفي الوقت الذي تحولت فيه لندن إلى ما يشبه ساحة " لحرب المبادرات" بين أغنياء العالم من أجل تنظيم الاقتصاد العالمي وإنقاذه من المأزق الخطير الذي يعيشه ، يعتقد الخبراء، أن الضحية الأكبر لهذه التراجيدية العالمية ، هم الدول النامية، حيت تفيد مختلف التقديرات ، أن حوالي 90 مليون شخص من الدول الفقيرة سيلتحقون بجياع الأرض بسبب أزمة لا ناقة لهم فيها ولا جمل....