ينهي اليوم المترشح عبد العزيز بوتفليقة حملته الانتخابية بتجمع شعبي جهوي بالقاعة البيضاوية سيحضره أنصار ومؤيدو المترشح من العاصمة والولايات المجاورة، ولا تستبعد آراء المتتبعين للشأن الوطني أن يكشف بوتفليقة اليوم عن آخر أوراقه الانتخابية، خاصة ما يتعلق بمشروعه لتعزيز المصالحة الوطنية التي يراهن عليها لكسب ثقة الشعب الجزائري لعهدة جديدة. بعد جولة ماراطونية طاف خلالها وفي ظرف أسبوعين من عمر الحملة الانتخابية ب30 ولاية عبر مختلف جهات الوطن، ينزل اليوم المترشح عبد العزيز بوتفليقة على مؤيديه وأنصاره في العاصمة والولايات المجاورة بتجمع شعبي حاشد بالقاعة البيضاوية عكفت مديرية الحملة الانتخابية للمترشح على التحضير والإعداد له منذ أيام حتى يكون في مستوى الحدث الذي ستشهده البلاد بعد 48 ساعة، كما تراهن مديرية الحملة التي يرأسها عبد المالك سلال ويساعده في المهمة أرمادة من الإطارات الممثلة لأحزاب التحالف الرئاسي والمنظمات الكبرى التي أعلنت مساندتها للمترشح، على أن يكون تجمع القاعة البيضاوية في مستوى المهرجان الشعبي الذي أعلن فيه بوتفليقة رسميا عن ترشحه للاستحقاق الرئاسي في 12 فيفري الفارط، ويكون في مستوى اختتام حملة انتخابية عصرية قادها بوتفليقة بنفسه وأسقط من خلالها الورقة التي كثيرا ما استثمر فيها الخصوم وهي الوضع الصحي لبوتفليقة، فقد أثبت هذا الأخير وطيلة أيام الحملة الانتخابية أنه في لياقة بدنية عالية، فقد كان يتنقل بشكل يومي بين شرق البلاد وغربها وجنوبها ووسطها ويسير لمئات الأمتار وأحيانا لكيلومترات وسط الجماهير الحاشدة التي تصطف لاستقباله ويتبادل الحديث مع العديد منهم. ولا تستبعد الأوساط المتتبعة للشأن الوطني ولأطوار الحملة الانتخابية أن يحمل خطاب بوتفليقة اليوم أمام أنصاره ومؤيديه المزيد من المفاجآت والأوراق الانتخابية، كما لن يتوان عن توجيه رسائل سياسية للداخل والخارج على حد سواء خاصة بعد الحملة الانتخابية القوية التي خاضها وبعد الدعم الشعبي الذي حظي به في مختلف الولايات بما فيها منطقة القبائل، وهو ما عبرت عنه الجماهير الحاشدة التي كانت في استقبالها في كل ولاية ينزل بها وفي كل بلدية وقرية يمر بها، تأكيدا من هؤلاء على الدعم المطلق للمترشح ولخيار الاستمرارية. ومن المرجح أن يعود بوتفليقة مجددا لمشروع المصالحة الوطنية في خطابه اليوم للكشف عن المزيد من التوضيحات حول ما يعتزم المبادرة به في العهدة المقبلة في إطار استكمال مشروع السلم والمصالحة الذي بدأه في 1999 بقانون الوئام المدني ثم بميثاق السلم والمصالحة الوطنية، خاصة وأن ملف المصالحة الوطني حظي باهتمام خاص من المترشح في الخطابات التي وجهها للشعب الجزائري من مختلف المحطات الانتخابية خلال الأسبوعين المنقضيين، وقال إنه ماض على طريق المصالحة مهما كلفه الأمر، وأن إرساء السلم والمصالحة يأتي على رأس الأولويات للعهدة المقبلة التي يريدها عهدة للسلم والاستقرار، وهو ما يعكس الشعار الذي اختاره للحملة الانتخابية "من أجل جزائر آمنة ومستقرة". ومن وجهة نظر المتتبعين فإن بوتفليقة أصبح على بعد أيام معدودة من خلافة نفسه في قصر المرادية بعد التزكية الشعبية التي حظي بها والتي جعلته يمازح مستقبليه في إحدى الولايات بأنه يفترض وبعد كل هذه الاستقبالات أن يطلب من المجلس الدستوري إعفاءه من المنافسة الانتخابية في 9 أفريل الجاري، لأنه افتك تأشيرة الشعب الجزائري وتزكيته، فلم تمنع هؤلاء حرارة الطقس في ولايات الجنوب ولا الأمطار الغزيرة في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية من الخروج ولساعات طويلة لانتظار وصول المترشح، تعبيرا عن تأييده ومساندته.