يرقص العراقيون ألما على إيقاع الإرهاب الأمريكي الموزع بأنغام الشواذ الأعجمي، في "الاحتفالية" السادسة لغزو بغداد في فاتحة الألفية الثالثة. ويبقى الإرهاب الأمريكي، هو أعنف أشكال الإرهاب الذي عرفه التاريخ السياسي المعاصر، وينفذ وفق أجندة دقيقة برمجتها إدارة البيت الأبيض وحولتها إلى فعل تخريبي تدميري يحطم كل جدران الأخلاق العازلة عن مساوئ الفعل الشيطاني. والإرهاب الأمريكي في إشكاله الأخرى هو إطلاق قطيع فرق الموت الهائجة في مدن العراق تطبيقا لفصل إرهاب الشعب العراقي متسترة بغطاء ديني مذهبي، جاء من خلف البوابة الشرقية. والراحلة"عبير" المغتصبة أمام أنظار والديها هي أصدق واقرب دليل إدانة على إرهاب الدولة الأمريكية الغارقة في وحل جرائمها التي يندى لها الضمير الإنساني.. والجمعية العامة للأمم المتحدة أغلقت عينيها عمدا على الإرهاب الأمريكي المدان إنسانيا والمحصن بشرعية دولية .. كما أغلقت عينيها عمدا عن جرائم "إسرائيل" التي اختارت الإبادة الجماعية شكلا بشعا لممارساتها الإرهابية .. وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ألنافذ بادانة الارهاب بكل اشكاله وألاقتراب من وضع استراتيجية شاملة لمكافحته "تقوم على احترام حقوق الانسان ودولة القانون" هو مجرد صياغات قانونية لتمرير مخططات سياسية امريكية تحت غطاء شرعية دولية توظف توظيفا رديئا للاضرار بمصالح الشعوب وانتزاع سيادتها.. والأمم المتحدة اعتادت إدراج ما يحرر في دوائر الخارجية الأمريكية في صيغ قرارات دولية تلتزم جميع الدول بتنفيذها..وثقافة الالتزام السياسي بكل ما تأتي به " الشرعية الدولية " دون اعتبار لمبدأ السيادة هي ثقافة الإفراز الناتج عن تضخم أحداث 11 سبتمبر 2001 التي غيرت شكل العالم وفرضت نهايات مفاهيم الدولة والسيادة والاستقلال. و"الإرهاب" يبقى اسما لفعل فاضح لم يضعه أحد في معناه الحقيقي ..فالإرهاب فعل مادي منظم يستند على عقائد سياسية وعرقية تعصبية ومذهبية لها أهدافها ومخططاتها وحاضناتها الدولية التي اختارت من الإرهاب وسيلة تخريبية ضاغطة لتحقيق غايات مبرمجة في أجندة سياسية .. ولا "إرهاب" من دون حاضنة تغذيه وتموله وتؤهل قدراته التنفيذية .. ومن هنا يبدأ "إرهاب الدولة" المتخفي وراء عصبة مدانة..