فيما إنطلقت عروضه الأولى بقاعات السينما الفرنسية يوم 25 مارس المنصرم وبعد أن كان مقررا عرضه بالجزائر بداية أفريل الماضي سيكون جمهور قاعة الموقاروعلى مدار 140 دقيقة على موعد غدا الأحد أو بعد غد مع عرض فيلم "إن لاند " أو "قبلة " للمخرج الجزائري المغترب طارق تقية الحائز على جائزة فيبريشي بالمهرجان الدولي للبندقية ودلك النجاح الذي حصل عليه في فيلمه المطول الأول "روما ولا نتوما " فيلم إن "لاند" يروي قصة مالك ، مهندس طبوغرافي، بلغ العقد الرابع من عمره ، يعيش العزلة ، ويقبل بإلحاح من صديقه لخضر ، مهمة في منطقة من الغرب الجزائري ، وهذا تحت إشراف مكتب دراسات بمدينة وهران ، كان يعمل له منذ مدة ليست طويلة ، حيث كلف بإجراء تخطيط معالم الخط الكهربائي الجديد الذي سوف يزود بعض المداشر المحصورة من مرتفعات ضاية ، وهي المنطقة التي كانت عرضة للإرهاب خلال العقد الماضي . لدى وصوله إلى الموقع بعد عدة ساعات من مسافة الطريق ، شرع مالك في توظيب غرفة صحراوية متلفة كانت قد احتضنت فرقة سابقة،جاءت إلى الموقع نهاية التسعينات ، وتم إبادتها في هجوم إرهابي . ومع بزوغ فجر اليوم الثاني ،شرع مالك في العمل ، حيث أجرى أولى البيانات الطبوغرافية ولما خيم الليل ،عاد إلى فراشه لكن بدون جدوى ، لأن انفجارات قوية قد كسرت صمت الليل ، في الصباح ومن على ربوة كان يجري فيها قياسات ، شاهد مالك تجمهرا ،حيث كان هنالك رجال درك وقرويون منهمكين حول جثث مقطعة . تساؤلات كثيرة طرحها مالك حول هوية هذه الجثث، وعاد إلى المخيم ، ليجد امرأة سوداء شابة ،تتكلم بصعوبة الانجليزية وترفض إعطاء اسمها.قرر مالك أن يأخذها إلى الشمال ، باتجاه الحدود المغربية ، مكان مرور إجباري للوصول إلى مليلية ، الأرض الاسبانية المحصورة ، الوجهة المحتملة للهروب ، لكن المرأة تخرج عن صمتها ، وتقول لمالك أنها لا تريد الهروب نحو أوربا ، وأنها منهكة القوى ، بل تريد العودة إلى بيتها ، ورسمت بإصبعها على خرائط مالك خط السير نحو الجنوب الشرقي بخط مائل لا ينتهي في اتجاه الحدود الجزائرية المالية ، يقدم فيلم "قبلة " مرة أخرى إلى هذه الحاجة شيئا من الجماليات ، بتظافر قوة الاستعارة مع الرسالة المعتمدة ، أين يبقى الشعر مذهولا أمام الطبيعة، وخطوط مرسومة من طرف المخرج من خلال نظرة المهندس الطوبوغرافي. أحداث كثيرة يحفل بها الفيلم الدي صور بواسطة الفيديو، مستعينا بروح الشاعر عمر الخيام ، وعلى إيقاع موسيقى محلية وعالمية ضمنها كريستيان فيناس ، الشيخة جنية، فلة أنيكولابو، وأيضا باسم الله خان وماهافيشنو أوركسترا مع جون ماك لوغلان