بعد أن جاب العديد من المهرجانات الدولية وحصد عددا من الجوائز العالمية، يحطّ فيلم "بلة" أو "إن لاند" للمخرج الجزائري المغترب طارق تقية، رحاله بقاعة "الموقار" للقاء جمهوره في الجزائر هذا الأحد في السادسة مساء وذلك بحضور المخرج. بعد النجاح الذي لقيه فيلمه الأول "روما ولا نتوما" عند عرضه بالجزائر، يقدّم غدا المخرج الجزائري المغترب طارق تقية بقاعة الموقار، فيلمه الأخير "بلة" الحائز على جائزة "فيبريشي" بالمهرجان الدولي للبندقية، بعد مشاركته في المسابقة الرسمية ضمن فعاليات الدورة الخامسة والستين، وذلك بعد عرضه في قاعات العرض الفرنسية بداية من 25 مارس الفارط. يعود فيلم "بلة" الذي وضع له السيناريو، المخرج نفسه رفقة شقيقه ياسين، إلى إشكالية "الحرقة" التي فرضت نفسها بقوّة على مختلف الأعمال السينمائية المنتجة في الفترة الأخيرة، لا سيما الفيلم الجديد للمخرج الجزائري المعروف مرزاق علواش، وكذا مشروع العمل الذي يشتغل عليه المخرج موسى حداد، وغيرها من الأعمال، وذلك من خلال قصة الشاب مالك المهندس الطبوغرافي "مسح الأراضي" ذي العقد الرابع من العمر، يقبل العمل مع مكتب دراسات يكلّفه بإجراء تخطيط معالم الخط الكهربائي الجديد الذي سوف يزّود بعض المداشر المعزولة، وهناك يكتشف العديد من الأمور التي يسعى من خلالها المخرج إلى تقديم نظرته الخاصة للمجتمع الجزائري بمختلف تناقضاته وصراعاته الداخلية. وينتمي المخرج طارق تقية للجيل الجديد من المخرجين الجزائريين الذين اختاروا الضفة الأخرى، للحديث عما يحدث في مجتمعهم، وله العديد من الأفلام التي لا تختلف كثيرا عن مجمل الأعمال التي تنتجها سينما المهجر أو سينما المخرجين الجزائريين المولودين في أوربا، المعروفة بتسليطها الضوء على مساوئ مجتمعاتها الأصلية وإفلاسها وضياع شبابها، الذي لا همّ له سوى الهروب إلى أوربا، على غرار فيلمه "روما ولا نتوما" الذي نقل صورة إنسان تراوح مكانها، وفيلمه "حديد الانتظار" الذي صوّر البنيان غير المكتمل لعمارات لتصبح هذه العمارات استعارة.