أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين زرهوني، أن الجزائر خصصت أكثر من 4 مليار أورو لرفع كفاءتها في التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة، ضمن مخطط يمتد من 2006 إلى 2010، أولى عناية خاصة بمضاعفة عدد عناصر الأمن، مؤكدا أن البيان الختامي المصادق عليه في ختام أشغال مؤتمر وزراء داخلية بلدان غرب المتوسط أمس الأول سيتم استكماله باقتراح الجزائر القاضي بإشراك وسائل الإعلام في مواجهة الدعاية الإرهابية عبر الانترنت. اتفق وزراء داخلية دول غرب المتوسط من بينها الجزائر في ختام المؤتمر المنعقد على مدى اليومين الماضيين في نواقشط على تشديد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى إعداد إستراتيجية مشتركة في هذا المجال، كما تعهد وزراء البلدان العشرة -المتمثلين في الأعضاء الخمسة في اتحاد المغرب العربي، واسبانيا وفرنسا وايطاليا ومالطا والبرتغال- على برفض منح منفذي الأعمال الإرهابية ومخططيها حق اللجوء، وفيما شددت الوزيرة الفرنسية ميشال اليو ماري على ضرورة "تجسيد هذه التوجهات والقرارات"، حذر وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين زرهوني من التحدي الذي تشكله "الدعاية الإرهابية عبر الانترنت"، معتبرا أنها "حرب بسيكولوجية تنطوي على أبعاد جديدة". وعرض زرهوني أمام وزراء داخلية دول غرب المتوسط تجربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، حيث كشف أن الحكومة قررت تعزيز "بطريقة إستثنائية" وسائل مصالح الأمن للفترة الممتدة بين 2006 و2010، حيث خصصت لهذا الغرض "أكثر من4 ملايير أورو، وقال وزير الدولة "إن الجزائر في كفاحها للإرهاب والجريمة المنظمة اللذان يهددان منطقة المتوسط تحملت تضحيات عديدة وكرست وسائل معتبرة للرفع من كفاءاتها في التصدي لهما". وانتقد زرهوني أمام وزراء الداخلية لدول 5+5 التركيز على معالجة ظاهرة الإرهاب من الناحية الأمنية فقط دون العناية بباقي الجوانب والأبعاد المرتبطة بالظاهرة، حيث قال أن "الجانب الأمني لوحده غير كاف"، مضيفا أن "الأثر البسيكولوجي والإعلامي الذي يتوخاه الإرهابيون من الأعمال الإرهابية مهم وأساسي"، ودعا زرهوني الدول الأعضاء إلى عدم تجاهل الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في معالجة ظاهرة الإرهاب. وشدد الوزير في كلمته على أهمية مكافحة جوانب إشكالية التطرف والإرهاب "بذكاء" على حد تعبيره، قائلا "هل ربما يتعين علينا بذل أقصى الجهود لإقناع مختلف وسائل الإعلام وقنوات الاتصال بأن لها دورا أساسيا تضطلع به في هذا الكفاح"، ولفت زرهوني انتباه وزراء الداخلية لدول5+5 إلى الانتشار الخطير لمظاهر ما وصفه ب"الدعاية المتطرفة "، التي قال أنها "تحتل فضاءات الاتصال التي نحن في اغلب الأحيان غائبين عنها متسائلا "ماذا علينا أن نقوم به لمكافحتها أو على الأقل التصدي لتكاثر مواقع الانترنيت التي تروج ثقافة ضارة "، وفي هذا الخصوص دعا زرهوني دول غرب المتوسط إلى "إعداد مخطط مشترك للاتصال لرفع تحدي هذه الحرب النفسية ذات البعد الجديد". ويشير نص البيان الختامي لأشغال المؤتمر ال13 لوزراء داخلية بلدان غرب المتوسط أنه تقرر تعزيز و إضفاء فاعلية أكثر على التعاون بين المصالح المكلفة بمكافحة الإرهاب من خلال الاتفاق على تبادل المعلومات المتعلقة بالنشاطات الإرهابية وكذا رفض أي لجوء لمنفذي ومدبري الأعمال الإرهابية،كما قرر وزراء داخلية تنسيق الجهود في مجال الاتصال لمكافحة انتشار الإرهاب والإجرام عبر الإنترنت كونه إحدى العوامل، ومن جهته أكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني أن البيان الختامي الذي المصادق عليه أمس الأول سيتم استكماله بالاقتراح الجزائر القاضي بضرورة إشراك وسائل الإعلام في مكافحة الإرهاب، حيث سيتم على مستوى لجنة المتابعة دراسة عدد من الاقتراحات المقدمة من قبل عديد الدول سيما الاقتراح الذي قدمته الجزائر حول ضرورة وضع مخطط عمل على مستوى وسائل الإعلام من اجل مواجهة الأعمال النفسية للإرهاب.