نشط رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني تجمعا شعبيا "مغلقا" نهاية الأسبوع بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف حضره مناضلو ومسؤولو الحركة بالولاية بهدف التقرب أكثر من مناضليه بعد الأزمة الكبيرة التي ألمت بالحركة. زيارة أبو جرة لسطيف ولقاؤه أنصار الحركة يحمل العديد من الدلالات والمؤشرات، تطرق إليها أبو جرة في مداخلته كون سطيف تعتبر وعاء انتخابيا كبيرا وتمثل ثقلا داخل مؤسسات الحركة، لذلك كان من المهم توحيد الآراء والابتعاد عن الفرقة والمواجهة في الولاية. وقد أكد العديد من مناضلي ومسؤولي الحركة أن ولاية سطيف كانت من بين الولايات الأولى على المستوى الوطني في ظهور الفتنة والانقسام والشرخ الكبير الذي تعيشه الحركة حاليا، حيث يوجد الكثير ممن يمثلون الحركة في أعلى المستويات بحسب تصريحات هؤلاء، هم من بادروا في إشعال فتيل الفتنة قبل سنوات عديدة لتتاح لهم الفرصة هذه المرة ويتمكنوا من تحقيق أهدافهم المتمثلة حسب المتدخلين في تحقيق المصالح الشخصية على حساب مصالح ومستقبل الحركة. ولقد فاجأ سلطاني خلال مداخلته كل الحضور عندما أكد أنه لن يتردد في تقديم استقالته من رئاسة الحركة مشيرا إلى أن هذا الأمر يتعلق بمجلس الشورى الوطني والذي له الحق في تحديد مصير رئيس الحركة، مؤكدا أنه إذا رأى شخصيا من مصلحة الحركة استقالته فلن يتوانى عن ذلك "لأن حركة مجتمع السلم هي حركة مؤسسات وليست حركة أشخاص". وأكد رئيس الحركة أن فريقه الذي يتمتع حسبه بالشرعية التي تمخضت عنها قرارات المؤتمر الأخير قدم تنازلات كبيرة للطرف الأخر "جناح مناصرة" لعل أهمها عدم ترشح رئيس الحركة لفترة ثالثة واستقالته من الوزارة وتحديد الأشخاص الذين يمثلون الطرفين في المؤتمر ونقاط أخرى، إلا أن الطرف الأخر لم يحسن التعامل مع كل هذه التنازلات، حسب سلطاني حيث كان من البداية يخطط لزعزعة استقرار بيت الشيخ نحناح رحمه الله، ومن جهة أخرى تبرأ سلطاني ورفض رفضا قاطعا الانتساب لأي جهة أو شخص قائلا "أنا بريء من كل من يرتبط بي" حيث أوضح أن الارتباط يكون بالنهج والهدف والمؤسسة وليس بالأشخاص والجهات. وتعهد أبو جرة أمام مناضليه بتسوية واحتواء الأزمة التي تعيشها الحركة والتي تكبير يوما بعد يوم حيث أشار في حديثه إلى إمكانية الجلوس مرة أخرى مع الجناح الآخر ولم الشمل من جديد، لكن بشروط أبرزها الالتزام الكامل والغير مشروط بقرارات ونتائج المؤتمر الأخير، مؤكدا أن الباب سيظل مفتوحا لكل من أراد العودة وأن حركته التي بنيت على أسس العلم والعمل والعدل لن تستطيع أن تقسمها مثل هذه الأزمات. ومن جانب آخر، لم يخف سلطاني رغبته في العودة إلى حكومة اويحي حيث أكد أن هذا الأمر متعلق أولا بمستقبل ومصالح الحركة، وأنه سيتناقش الموضوع رفقة مسؤولي وإطارات الحركة. أمين حداد