استمرت أعمال العنف العرقية غرب كينيا على خلفية الأزمة المتصلة بنتائج الانتخاب الرئاسية رغم توقيع طرفي الأزمة اتفاقا جديدا على إنهائها الجمعة الماضية. وأحرق مهاجمون مناهضون لرئيس الجمهورية مواي كيباكي كنيسة أنغليكانية بمدينة إلدوريت الواقعة بالوادي المتصدع غرب البلاد، وهي المنطقة التي شهدت القسط الأكبر من أعمال العنف التي انفجرت في ديسمبر الماضي. وقال راعي الكنيسة المستهدفة إن انتماء عمته إلى قبيلة كيكويو التي ينحدر منها الرئيس كيباكي وراء إحراقها, فيما أشار شهود إلى أن المهاجيمن كانوا يبحثون عن شخصين اختبئا بداخلها وتمكنا قبل إحراقها من الفرار. وكانت أعمال عنف قد انفجرت في أرجاء البلاد بعد تشكيك زعيم المعارضة رايلا أودينغا بصحة فوز الرئيس كيباكي بانتخابات الرئاسة، وسرعان ما تحولت لصدامات بين قبيلتي كيباكي وأودينغا وسط اتهامات للشرطة بالتدخل لصالح الرئيس. وذكرت مصادر الشرطة أمس أن آلاف القرويين فروا إلى الجبال خوفا من حملة تشنها الشرطة بمنطقة إيناموي القريبة من منطقة كريتشو بحثا عن أفراد مليشيا هاجموا أحد مراكزها الجمعة الماضية، واستولوا على أربع بنادق مع ذخيرتها. كما أفادت الشرطة أن 47 شخصا لقوا حتفهم أول أمس السبت في صدامات قبلية وقعت بمقاطعة نيانزا غرب البلاد قضى معظمهم بالمناجل والأسهم المسمومة في إيناموي، وهي مسقط رأس نائب من المعارضة كان قد قتل قبل أيام. وقامت عصابات قبلية بإحراق المنازل ومزارع الشاي في بلدات كريتشو وكيزي وسوتيك في الوادي المتصدع مما دفع الآلاف إلى الفرار من منازلهم، حاملين على عربات تجرها الدواب بعض متعلقاتهم المنزلية. ومن جهته اعتبر زعيم المعارضة رايلا أودينغا أن "البيان العدواني" الذي تلاه الرئيس مواي كيباكي أمام القمة الأفريقية بأديس أبابا الجمعة الماضية، من شأنه تقويض مساعي إنهاء العنف. تصريحات زعيم المعارضة جاءت بعد يوم من اتفاق طرفي الأزمة برعاية الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان على خطة لتطويق أعمال العنف تشمل حل العصابات القبلية والتحقيق بالجرائم المرتكبة قبل الانتقال إلى البحث في جذور الأزمة التي أدت لاندلاعها. وكان كيباكي قد شدد أمام القادة الأفارقة على أنه فاز بالانتخابات، ورد على دعوى المشككين بفوزه بدعوتهم إلى الاعتراض أمام القضاء محملا المعارضة المسؤولية عن أعمال العنف.