أكد المحلل الرياضي والمدرب السابق لعدد من الأندية الجزائرية سعد البقري أن مباراة "الجزائر- مصر" يوم 7 جوان المقبل مهمة لكنها لن تكون فاصلة وأن التأهل إلى المونديال يلعب مع آخر صافرة في التصفيات، مضيفا أن رابح سعدان هو المدرب الأنسب للمنتخب الجزائري في المرحلة الحالية، حيث أنه يعد أحد أهم خمسة مدربين على المستوى الإفريقي، واعتبر المتحدث أن نقاط قوة المنتخب الجزائري تكمن في جمهوره وفي لاعبيه الذين يتمتعون بمهارات كبيرة وأيضا في خبرة مسؤوليه، كما دعا في حوار خص به "صوت الأحرار" وسائل الإعلام إلى الابتعاد عن الانتقاد الهدام الذي قد يؤثر سلبا على معنويات اللاعبين. حاورته : سهام مسيعد بداية ما هي قراءتكم لمباراة "الجزائر- مصر" يوم السابع من جوان المقبل؟ أعتقد أن الحظوظ متكافئة، بل متساوية، هناك ثلاث نقاط تتحكم في المباراة، أولها الجانب السيكولوجي، حيث أن المنتخب يجب أن يكون محضرا جيدا نفسيا، ونحن اليوم مررنا بتصفيات في نصف الموسم ثم أخرى في نهايته، مما يعني أن هناك إرهاقا بدنيا، وعلى الجهاز الفني أن تكون له معطيات لضمان القيام بتشخيص جيد، وتأتي في المرتبة الثانية اللياقة البدنية للاعبين يوم المباراة، فالفريق الذي يحسن تسيير جهد لاعبيه في المقابلة يستطيع، وثالثا هناك الجانب التقني أو الانضباط التاكتيكي والرؤيا الفنية لكل مدرب في مواجهة الآخر، أعتقد أن كلا المنتخبين كتاب مفتوح، مصر بطلة إفريقيا لمرتين لاعبوها معروفون دوليا وإقليميا والجزائر تملك لاعبين معروفين يلعبون في أندية أوروبية. ما هي حظوظ المنتخب الجزائري في الفوز في هذه المبارة؟ الحقيقية أن منتخب الجزائر واعد ومبشر جدا جدا، لكن بحكم معايشتي لكرة القدم الجزائرية على مدى 7 سنوات في عدة فرق جزائرية عريقة، لاحظت أن جمهور الكرة الجزائرية يلعب دورا كبيرا، حاسما وفاصلا في أية مباراة، يقال إن الجمهور هو اللاعب رقم 12 في أي فريق، وأنا أقول إن الجمهور الجزائري هو اللاعب رقم واحد، ثم هناك أيضا المنظومة الكروية الجزائرية كلها، وخاصة رئيس اتحادية الكرة الجزائرية محمد روراوة، الذي يمتلك من الخبرة ما يؤهله لتوفير جو مناسب جدا للعمل، وأيضا في شخص مدرب الفريق الجزائري رابح سعدان الذي يعيد إلى الأذهان المنتخب الجزائري في السنوات السابقة، سعدان له فلسفة خاصة في كرة القدم تقوم على الموضوعية في الطرح، كما أنه يتمتع بمقومات لقيادة منتخب كبير كالمنتخب الجزائري، ثالثا هناك أيضا فريق اللاعبين الذين يتمتعون بمتوسط عمري جيد يجعلهم لاعبين متميزين، إضافة إلى امتلاكهم لمهارات متعددة، غير أن الشغل الشاغل يجب أن ينصب حول بوثقة هذه المهارات في اتجاه واحد من خلال العمل الجماعي الذي يعد أحد أهم مباديء كرة القدم، يبقى أن أضيف أنه يجب الابتعاد عن كافة الضغوطات لأنها في بعض الأحيان تفقد اللاعبين مهاراتهم الفنية، ويبقى أن كرة القدم فيها كل شيء، ويهمنا أولا وأخيرا أن يتأهل فريق عربي إلى المونديال. ما هي نقاط الضعف والقوة عند الفريق المصري؟ أنا أقول إن المباراة ليست سهلة على المنتخبين، وينبغي أن يحسب لها ألف حساب، بالنسبة للفريق المصري، أعتقد أن له خبرة كبيرة، فقد تعود على الوقوف على المنصات الشرفية، وله خبرات متراكمة تجعل حظوظه في الفوز كبيرة، لكن في المقابل أيضا هناك بعض الأوراق التي يجب إعادة ترتيبها، وأنا شخصيا أتمنى أن يستطيع المنتخب المصري ترتيب هذه الأوراق في هذا الوقت القصير، وهو قادر في نظري قادر على ذلك. ما هي حظوظ الفرق العربية في التأهل إلى مونديال 2010 ؟ المعطيات متغيرة في إفريقيا عنها في آسيا، فلكل قارة خصوصيتها بالنسبة لكرة القدم، ونحن كل 4 سنوات نرى قوة صاعدة، واعتقد أن المنتخبات العربية في إفريقيا ستكون لها حظوظ قوية في مونديال 2010، مع ذلك يجب أن نأخذ الأمور بموضوعية، حيث أن الفريق الذي له رؤية شاملة خلال التصفيات بداية الموسم ونهايته يكسب ورقة التأهب، وعلى كل فريق أن يتعامل مع الأمور بإستراتيجية وأن يتعمق في جزئياتها، لكننا أيضا نتمنى التوفيق للفرق العربية الآسيوية. ربما في مونديال جنوب إفريقيا تحدث بعض المتغيرات ونحن نتمنى أن تعود بعض الفرق إلى سابق عهدها مثل فريق تونس والمغرب. هل تتوقع أن تخطف زامبيا التأهل من مصر والجزائر ؟ كل شيء وارد، فالمجموعة متوازنة جدا. على هامش التحضير لمباراة، "الجزائر – مصر"، تدور حاليا معركة إعلامية كبيرة بين وسائل الإعلام المصرية والجزائرية، فهل تشكل هذه المعركة ورقة ضغط على الفريقين؟ الإعلام المصري ساهم من خلال التهليل المبكر في ممارسة ضغط على الفريق المصري، في حين نلاحظ أن الإعلام الجزائري شكل وحدة صف مع الفريق الوطني، ووقف معه، وعليه أعتقد أنه لابد أن تكون هناك احترافية في تعامل وسائل الإعلام مع هذا الحدث حتى لا تكون هناك انعكاسات سلبية على اللاعبين، لأن المنظومة ككل يجب أن تكون متكاملة فيما بينها، فلا يجب أن يكون هناك انتقاد هدام، ذلك أن الانتقادات البناءة من شأنها أن تدفع اللاعبين إلى الأمام وتساهم في تطورهم وتحقيقهم للنصر، وعليه يجب على الإعلام أن يقف مع فريقه، وأن يؤمن به أولا وقبل كل شيء، بالنسبة للفريق المصري أعتقد أنه ولأول مرة يتأثر بضغط الجمهور والإعلام وهو ما دفعهم إلى التعادل مع زامبيا. ما رأيكم في مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان ؟ مدرب الفريق الجزائري رابح سعدان من المدربين القلائل الذين لهم نظرتهم الخاصة إلى كرة القدم، وإذا قلنا إن هناك خمسة مدربين ممتازين على المستوى الإفريقي فإن رابح سعدان يكون من بينهم، إلى جانب بعض المدربين الآخرين مثل محمود الجوهري، وحسن شحاته، سعدان في نظري مدرب غني عن الإطراء، وقد أثبت أنه بحجم كل المواقف التي وضع فيها، تجربته تغنينا عن أي تقييم، هو مدرب موضوعي ومتمكن وهو أيضا أفضل شخصية يمكنها تسيير المنتخب الجزائري في هذه المرحلة؟، شرط أن لا تمارس عليه أية ضغوط، ويبقى أن أقول أن مهنة التدريب شاقة جدا، ناهيك عن أن المدرب يبحث دائما عن القلق. هلا قيمتم لنا تجربتكم بالعمل كمدرب في الجزائر؟ العمل كمدرب في الجزائر فرصة لأي مدرب عربي ذلك أن الجزائر بلد عريق في كرة القدم، كانت تجربة غير مسبوقة، أكثر من رائعة، بحلوها ومرها، تجربة ثرية فعلا، كنت سعيدا جدا بأن توليت الإدارة الفنية لأندية جزائرية عريقة، والحمد لله فقد تركت سمعة طيبة لدى هذه الأندية وجمهورها، كما أنني أيضا استفدت منها كثيرا من الناحية المهنية، هذا المشوار أثر كثيرا في مشواري المهني كمدرب محترف، وهذه التجربة أيضا وسام على صدري كأول مدرب يعمل في الجزائر أحيي جمهور وإدارات مختلف الأندية الجزائرية التي عملت بها. تم مؤخرا تكريمكم باعتباركم أول مدرب مصري يعمل في الجزائر وكنتم مرفوقين بأبي تريكة، فما الذي يمثله لكم هذا التكريم؟ المبادرة التفاتة رائعة جدا من طرف جريدة "الهداف"، وأنا أقدم تحياتي للشعب الجزائري العريق، وأشيد بهذه الالتفاتة غير المسبوقة التي تهدف أساسا إلى نبذ العنف والتأكيد على أن مصر والجزائر بلدان شقيقان، تكريمي كأول مدرب مصري يعمل في الجزائر تأكيد على مدى قرب الشعبين الجزائري والمصري، وسيظل وساما على صدري طوال العمر، وخلال هذا التكريم تشرفت بأن أكون بمعية اللاعب الجزائري الكبير لخضر بلومي، وقد تناول الإعلام المصري هذا التكريم بارتياح عميق، وهو ما أسهم في تهدئة الأجواء بين مناصري الفريقين الجزائري والمصري، بما يؤكد أن كرة القدم أخلاق أولا وأخيرا، وجل ما أتمناه الآن هو أن تصل هذه الرسالة، وأتمنى أن نرى مباراة تليق بالمنتخبين، لأنها ستكون مباراة بين أشقاء تربطهم أخوة كبيرة وتعودوا على مساندة بعضهم البعض في كل الظروف. قلت إن بلومي كان حاضرا في حفل التكريم، وقد تحدثت إليه على هامش حفل التكريم وقال لي أنني سأسمع خبرا جيدا قريبا، وكان الخبر هو حل مشكلته والحمد لله، وبما أننا نتحدث عن بلومي فإنني أتمنى أن يتم تنظيم مباراة بين قدماء اللاعبين الجزائريين بقيادة اللاعب بلومي، واللاعبين المصريين، وستكون فرصة للجزائر لتنزل ضيفة على شقيقتها مصر. سمعنا أنكم تلقيتم عروضا جديدة للعمل في أندية جزائرية، هل هذا صحيح؟ على صعيد الاتصالات، أعمل في التلفزيون المصري كمحلل رياضي، وقد كانت هذه فرصة لي لأسترجع أنفاسي،حاليا جاءتني كثير من العروض للعمل كمدرب في بعض الأندية في الجزائر، إلى جانب عروض أخرى في الخليج والسودان لكنني سأتشرف بخوض تجربة أخرى مع الجزائر التي كانت محطة رائعة في حياتي لن أنساها أبدا. هلا حدثتمونا عن أجمل محطاتكم في الجزائر كل اللحظات في الجزائر كانت جميلة، لكن أحلاها هي تلك التي أقابل فيها الجمهور الجزائري والتي كنت أستمتع فيها بالمصطلحات التي يرددها في المدرجات، خاصة في أم البواقي، سكيكدة، بجاية، البيض وغيرها من المناطق والأندية التي عملت معها. أتمنى أن يكون العرس كبيرا وأن يليق بمقام المنتخبين الجزائري والمصري، لن يكون هناك منتصر ومنهزم، وأرجو أيضا أن لا ينظر إلى هذه المباراة على أنها مصيرية أو فاصلة وأن التأهل إلى المونديال يلعب مع آخر صافرة في التصفيات، وأخيرا أظن أن كلا المنتخبين الجزائري والمصري يستحقان أن يكونا متواجدين في المونديال.