تقضي ساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون تتنقّل بين فضائية دينية وأخرى..ترصد ما يقول هؤلاء الدعاة من فئة ال 5 نجوم، وتقضي ما تبقى من عمر النهار في تداول ما تسمع منهم بين جاراتها. ظلت حريصة على الذهاب إلى المسجد وحضور صلاة الجمعة وندوات الأخوات على فترات متقاربة.. طلّقت "الحايك" منذ زمن بعيد وارتدت الحجاب، وعندما "تضاعف إيمانها" أخفت الوجه والكفيّن ولم يعد أحد يراها بينما تمتّعت برؤيتها للعالم دونما حرج.. ! في كل مناسبة ودونما مناسبة يلهج لسانها بالذكر والدعاء.."بسم الله" في كل وقت وحين.. صارت فقيهة على قدر، لها قاموسها الخاص توظفه لتثبت تفوقها على جاراتها حينما تقف معهن في الحي قبل أن تدخل الدار.. مواظبتها على الذكر والدعاة وعلى أداء الصلاة في وقتها جعلتها تتفرّغ أيضا لقيام الليل..ما تيسّر من ركعات في جوف الليل ليغفر الله لها ما تقدّم من ذنبها..كانت تفيض عيناها بالدموع..هكذا حدّثت جاراتها لثبت أن للإيمان حلاوة وأنه يزيد ويزيد.. هي تقوم بشأن بيتها بسرعة متناهية..تغسل وتطبخ وترتّب البيت كما يجب، وتجد متسعا لتقابل التلفزيون وتحتسي الشاي مع حبات اللوز والفستق.. في المساء..تسمع صوت الباب.. هي تعرف من دخل..سيتجه الآن إليها في غرفة النوم..سيلقي السلام..وسيتقدّم ليقبّل جبينها.. هي لن تتحرّك من مكانها ولن تغيّر اتجاه عينيها وستقول: واش..جيت.. ! ولأنه جاء يقول لها دون أن ينظر إليها: جيت..إيه.. ! يمضي إلى المطبخ وسيسمعها تقول له من بعيد: الماكلة راهي في الفرنو.. سيجيبها كالعادة دون أن تسمع: على بالي.. يقضي من الوقت وقته ليأكل ويغيّر لباسه ويخرج إلى المقهى بغير رغبة.. في الهزيع الثاني من الليل يشعر بها تدلف إلى الفراش بجسدها البض ورائحتها الزكية.. يعوي ذئب الشهوة في جوفه..يمد يده إلى صدرها العارم جدا ويقول كأنه طفل يرجو لعبته: هيّا..قربي..توحشتك.. لا تلتفت إليه تماما وتصدّه بكل حزم وهي تقول بصرامة: أرقد..راني عيّانا..ما تفهمش.. ! عند الفجر تقوم للصلاة بكل حيوية وهي تلعن من ينام أمامها: أرقد..ترقد في جهنّم إن شاء الله.. ! "النساء شقائق الرجال" أثر نبوي