توقعت الوكالة الدولية للطاقة مجددا، انخفاضا قياسيا في حجم الطلب العالمي على البترول خلال العام الحالي بمقدار 570 ألف برميل يوميا، بالمقارنة بتوقعات الشهر الماضي، وذلك نتيجة استمرار تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. وأرجعت الوكالة هذا الخفض الجديد إلى توقعاتها بتراجع توقعات صندوق النقد الدولي بشأن نمو الاقتصاد العالمي للعام الجاري إلى 0.5 بالمائة فقط، مقابل توقعات سابقة كانت تشير إلى نسبة نمو تصل إلى 2.2 بالمائة. وأشارت الوكالة في تقريرها الشهري، إلى أن الطلب على البترول سيتراجع إلى 84.7 مليون برميل يوميا، بانخفاض نسبته 1 بالمائة على مدى عام، ليكون بذلك أكبر تراجع لمستوى الطلب العالمي على البترول منذ عام 1982. كما توقعت الوكالة انخفاض الطلب على البترول في آسيا وروسيا، وكذلك تراجع نمو حجم طلب الصين على البترول خمس مرات بالمقارنة بالسنوات الماضية. من ناحية أخرى، تراجع العرض العالمي للبترول بمقدار 520 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 85.2 مليون برميل يوميا، نتيجة خفض الدول الأعضاء في منظمة الأوبك لإنتاجها. ومن جهة أخرى، صرح عبد الله سالم البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أن المنظمة مستعدة لخفض مزيد من الإنتاج في اجتماع مارس المقبل بعد التأكد من الالتزام التام من للدول الأعضاء بالتخفيضات المقررة. وأضاف، على هامش مؤتمر في لندن، قائلا إن التزام أوبك بتخفيضات النفط الحالية وقدرها 4.2 مليون برميل يوميا منذ سبتمبر الماضي يشكل نحو 80 بالمائة، وذلك بناء على بيانات أولية وهو ما يزيد على بعض التقديرات. وأوضح البدري في إشارة إلى اجتماع أوبك المقرر في فيينا يوم 15 مارس المقبل، بالقول "رأينا أننا لا نزال بحاجة لمزيد من العمل، فأنا واثق من أن المؤتمر سيأخذ إجراءات أخرى لتحقيق التوازن بالسوق". وذكر البدري أنه لا يزال يتعين على أوبك خفض نحو 900 ألف برميل يوميا لكي تصبح ملتزمة تماما بالتخفيضات المتفق عليها وهي 2.4 مليون برميل يوميا. وأكد في تصريح للصحفيين على هامش المؤتمر، أن أعضاء الأوبك أجلوا مشروعا من بين 150 مشروعا متوسط وطويل الأجل، في مجال عمليات التنقيب والإنتاج، إلى ما بعد عام 2013، أنه بالإضافة إلى ذلك فقد خسرت أوبك إيرادات حجمها 356 مليار دولار في الفترة ما بين جويلية 2008 وجانفي 2009 مع هبوط أسعار النفط.