وعرفت المواجهة مستوى فنيا لا بأس به، بالرغم من غياب ألمع العناصر من جانب المنتخب الوطني مثل صايفي وزياني• وسمحت هذه المباراة للناخب الجزائري رابح سعدان بمنح الفرصة لجميع اللاعبين الذين استدعاهم للوقوف على مدى استعداداتهم لعل يعتمد عليهم في المواجهات المقبلة الرسمية بداية من مباراة رواندا، التي أضحت تصنع الحدث من الآن• وبالنظر إلى مجريات اللقاء، تبين أن المنتخب الوطني مازال يعاني من مشكل في الدفاع، يتجلى من خلال عدم وجود التنسيق بين المدافعين، حيث وبعد تلقي الخضر لهدف في الدقائق الأخيرة من المباراة ظهر الارتباك على الخط الخلفي، وأكمل رفقاء القائد منصوري المباراة بصعوبة• والأكيد أن المدرب سعدان سيهدف لتصحيح الأخطاء المرتكبة وتدارك الوضع بغية تفادي الوقوع فيها مستقبلا، لأن الخطأ غير مسموح في المباريات الرسمية• بالمقابل عرفت هذه المواجهة تألق المهاجم الجزائري غزال الذي سجل أول أهدافه مع المنتخب الوطني وأظهر إمكانيات لا بأس بها أثارت إعجاب الجمهور الحاضر، مما يوحي أن الناخب الوطني رابح سعدان سيمنحه الفرصة مستقبلا في المباريات الرسمية• نفس الكلام ينطبق على كمال غيلاس الذي أضحى يتألق من مناسبة إلى أخرى، بدليل أنه سجل هدفا رائعا حرر به حناجر آلاف أنصار المنتخب الوطني الذين اكتظت بهم مدرجات ملعب مصطفى تشاكر• بالمقابل ظهر مطمور بوجه مشرف بالرغم من أنه لم يتمكن من الوصول إلى الشباك، وهو ما يجعلنا نجزم بأن المدرب سعدان سيحدث تغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية في ظل تألق بعض العناصر وتراجع مستوى بعض اللاعبين الذين سبق لهم أن كانوا أساسيين، على غرار القائد يزيد منصوري الذي يبقى بمثابة اللغز المحير في المنتخب، باعتبار أنه أضحى احتياطيا في فريقه لوريون والمهدد بفقدان مكانته ضمن التشكيلة الأساسية• تجدر الإشارة أن إصابة الظهير الأيمن للمنتخب سليمان رحو في العشرين دقيقة الأولى من المباراة حتمت على سعدان منح الفرصة لزميله ربيع مفتاح الذي لخلفه بامتتياز وأظهر أنه قادر على اللعب ضمن التشكيلة الأساسية دون أي مركب نقص• وبما أن المواجهة لا تعدو أن تكون ودية تحضيرية، فإن الناخب الوطني عمد إلى منح الفرصة للجميع مع بداية المرحلة الثانية بمن في ذلك اللاعبون المحليون الذين لم يخيبوا على غرار حاج عيسى الذي كانت الأنظار مشدودة نحوه• ولقد عانى هذا الأخير الأمرين من المضايقات والضغط الذي فرضه عليه الأنصار، شأنه شأن كل زملائه من الوفاق على غرار جديات ولمايشة، باعتبار أن الجمهور البليدي الذي حضر المباراة لم يهضم إقصاء فريقه من الكأس على يد الوفاق فراح يمارس ضغطا رهيبا على عناصر الوفاق• لكن عموما كانت المواجهة بمثابة امتحان ودي مفيد جدا من شأنه أن يمنح نظرة عامة للمدرب سعدان الذي يجدر به إيجاد الحلول اللازمة قبل مواجهة رواندا التي هي على بالغ من الأهمية والتي تعد بمثابة الخطوة الأولى للتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا ومونديال 2010 المزمع إجراؤه بجنوب إفريقيا•