التحق علي بن حاج رقم 2 في الجبهة الإسلامية المحلة بركب المنادين لمقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة لنهاية الأسبوع الجاري، حيث ضم صوته لصوت عباسي مدني في دعوة الشعب الجزائري "إلى عدم المشاركة في هذه المهزلة الانتخابية". وذكّر علي بن حاج في بيان أصدره بصفته نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ سابقا بقائمة المطالب التي يرفعها منذ زمن بعيد لتوفير السلم والاستقرار في البلاد، والتي دون توفرها لا يمكن للانتخابات التشريعية الحالية أن تكون "إلا تبريرا للظلم والتزوير والممارسات القمعية"، حيث أصبحت كل الانتخابات بالنسبة إليه "عبئا ثقيلا على الخزينة العمومية ووسيلة لنهب المال العام والإسراف والتبذير وشراء الذمم" حيث شبهها بكبريات قضايا الفساد التي عرفتها البلاد مثل قضية الخليفة. وطلب بن حاج من الشعب الجزائري عدم المشاركة في "هذه المهزلة الانتخابية" ما دامت الشروط لم تتوفر ل"نهاية دائمة للمأساة تكون ثمرة لمصالحة وطنية حقيقية شاملة لا غش فيها ولا خديعة أساسها العدل والإنصاف" مستغلا الفرصة لاتقاد قانون السلم والمصالحة الوطنية "الجائر والظالم والأحادي الجانب والذي جاء مخيبا للآمال ولتكريس واقع قائم ومؤلم". ولم يضف بيان علي بن حاج من حيث التوجه والأفكار شيئا جديدا على ما هو متداولا في الساحة السياسية، حيث سبق لشيخ الإنقاذ سابقا عباسي مدني دعوة الشعب الجزائري من الدوحة بقطر إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية، لكن بن حجا جاء ببيانه يؤازر موقف هذا الأخير، بعدما تبين أن الموقف في صفوف الإنقاذيين أنفسهم منقسما بخصوص التشريعيات الحالية، حيث دعا رابح كبير الشعب الجزائري للمشاركة بكثافة "لتفويت الفرصة على أعداء الشعب الجزائري وأعداء المصالحة الوطنية" رغم أنه شخصيا لم يتوقف عن تسجيل كثير من المآخذ على قانون السلم والمصالحة الوطنية. وإذ اعتبر الرقم 2 في الإنقاذ سابقا أن الانتخابات "تساهم في تضليل الرأي العام الوطني والدولي بتعددية شكلية زائفة" وأن الشعب لم يعد هو من يختار بكل حرية من يمثله ولا الأحزاب أصبحت تعين ممثليها بكل استقلالية فذلك رأي يشاركه فيه غالبية الجزائريين بعدما "أصبحت المؤسسة التشريعية فاقدة لوظيفتها الدستورية" وتحولت إلى غرفة تسجيل ومصادقة، لكن الهم السياسي لن يكون أبدا هو من سيجعل الجزائريين يتعففون عن الصناديق والمشاركة في الانتخابات، إنما ستكون الانشغالات الاجتماعية وهموم المواطن هي من تكون سببا في مقاطعة الانتخابات في حال ما سجلت نسبا كبيرة من الإمتاع عن التصويت يوم الخميس المقبل. غنية قمراوي:[email protected]