الفجر: تم تجريب باخرة "شالوتي" بميناء الجميلة بعين البنيان قبل حوالي شهر، وتحدثتم حينها عن إمكانية الإستثمار بالجزائر، فكيف ذلك؟ يوكسال: "شالوتي" بطول 25 مترا التي تم تجريبها، 100 بالمائة صنع جزائري، فقط نقلنا التكنولوجيا التركبية نحو قطاع الصيد البحري بالجزائر لضمان فرصة الإستثمار في مجال صناعة السفن البحرية، ومنذ تواجدنا بحوالي 3 سنوات تمكنا من تشييد مصنع بميناء الجزائر "الرصيف رقم 12" لصناعة البواخر، حيث أنجزنا "شالوتي" بموارد مادية وبشرية محلية، فالمصنع يضم 40 إطارا جزائريا، لكن ضيق الميناء وبعض العراقيل البيروقراطية حالت دون الوصول إلى الأهداف المسطرة ضمن مشاريعنا الإستثمارية نفهم من ذلك أن لكم مشاريع استثمارية واعدة بالجزائر بغية توسيع نطاق صناعتكم بعد انفتاح الدولة على أسواق التبادل الحر. ضيق الميناء استدعى نقل مصنعنا نحو عين البنيان لإيجاد متنفس واسع للقيام بالنشاط الصناعي استكمالا للطلبات على علامة "شالوتي" في انتظار صناعة بواخر أخرى بشروط تكييفية تتماشى ومميزات سوق الصيد البحري وطنيا ودوليا، وقد استثمرنا مؤخرا ما يزيد عن 2 مليون أورو في ميدان الصناعة، خدمات ما بعد البيع والصيانة، وسأقول لكم أمرا مهما.. ففي الفترة الأخيرة، انتهينا من إصلاح باخرة بمحرك كوريا الجنوبية كانت معطلة منذ اقتنائها قرابة العامين، فقد تم نقلها من منياء أزفون بتيزي وزو نحو عين تموشنت أين قمنا بإصلاحها وهي الآن جاهزة بعد أسبوعين من صيانتها للقيام بمهامها البحرية، وهذا لا يعد سوى مساهمة في قطاع الصيد البحري الجزائري وتفوقنا على مساهمة "أرينا الجزائر" التي لا تتعدى 20%، فحين خدماتنا تعدت حدود صناعتنا لإصلاح صناعة "الغير" لكن برنامجنا غير متوقف على التجارة بل تعدى ذلك إلى الإنتاج الأصلي للجزائر مع ضمان قطع غيار وتجهيزات الإصلاح بعد البيع• لكن قطاع الصيد البحري الجزائري في حاجة لمخازن التبريد والغرف الجاهزة لذلك، نظرا لضيق الميناء حاليا ومطالبة المستثمرين بتوفيرها؟ لذلك أضفنا غرفا جاهزة في باخرة "شالوتي" بقدرات تصل 15 درجة تحت الصفر من حيث تجميد المواد المعلبة والسردين ذات الإستهلاك الواسع بالجزائر، أضف إلى ذلك الأنفاق المجمدة بحوالي 40 درجة تحت الصفر تمكن الباخرة من الصمود في المياه 15يوما دون إخلال بتوازن "التجميد" للسلع الموجودة بها، ويأتي ذلك عقب دراسة إمكانية الإستثمار بالجزائر، بلد البترول والموقع الجيوحيوي، خصوصا المتعلقة بتسيير الميناء الذي يضيق حاليا للكم الهائل المتوافد عليه من سفن العالم، في انتظار عملية التوسيع• وماذا عن مستقبل مشاريعكم؟ ينتظرنا مشروع هو قيد الدراسة حاليا لتجسيد أكبر مشروع "بحري" بميناء "جن جن" بشرق الوطن بغية تعزيز طاقاتنا الإستثمارية في صناعة السفن بالجزائر وبأيدي محلية، في معادلة نقل التكنولوجيات التركية والإستفادة من الأدمغة المحلية ببناء قوة التعاون الإقتصادي الثنائي في إطار تكثيف المبادلات العلمية والمعلوماتية، ونحن الآن ننتظر موافقة وزارة النقل للبث في مشروع القرن بالجزائر في مجال الصناعة البحرية للنهوض بالقطاع الصيدي تكملة لتوجهات دولتكم نحو تنويع الإستثمار والمنافسة الإقليمية بعد انضمامها لمناطق التبادل الحر، فالجزائر حقا تملك مؤهلات اقتصادية فريدة إفريقيا ستمكنها مستقبلا بحسن الإستغلال من إيجاد مكانة لها في الفضاء التجاري العالمي وتنمي بذلك قدراتها التصديرية•