تدخلت قوات مكافحة الشغب، أمس مرة أخرى، لتفريق الأساتذة المتعاقدين ومنعهم من تنظيم سابع اعتصام لهم منذ بداية السنة الدراسية، أمام مقر رئاسة الجمهورية، وقد رفض الأساتذة مغادرة المكان، دون أن يسفر الاحتجاجات عن أية اعتقالات• "بركات من العقود•• الإدماج هو المطلوب"، "بوتفليقة يا رئيس، الأستاذ هو التعيس"، هي شعارات رددها حوالي 30 أستاذا متعاقدا، جاؤوا من مختلف عدة ولايات كالبليدة، العاصمة، أدرار، عنابة، بجاية، تيبازة والمسيلة، بهدف تنظيم اعتصام صبيحة أمس أمام مقر رئاسة الجمهورية، منددين بسياسة التهميش الممارسة من طرف السلطات العمومية، وعلى رأسها وزارة التربية الوطنية، الرافضة للانصياع لمطلب الإدماج في مناصبهم الشاغرة• وأمام إصرار الأساتذة على الاعتصام وخاصة السيدات منهن، عملت قوات مكافحة الشغب على استعمال العنف، ودفع المحتجين إلى الشارع المحاذي لرئاسة الجمهورية "طريق علي حداد"، ومحاصرتهم هناك• وما ميز أجواء الحركة الاحتجاجية التي تبنتها نقابة "الكناك" المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية، أنها استطاعت أن تصمد ولأول مرة أمام قوات الأمن، وأن تلفت انتباه أغلبية المواطنين، الذين عبروا عن مساندتهم للحقوق المشروعة للأساتذة• ولعل السبب وراء ذلك، أن الأمن هذه المرة لم يحاول اعتقال أي عنصر من الأساتذة المتعاقدين، على خلاف المرات السابقة، حيث كانت تلجأ منذ الوهلة الأولى إلى اعتقال كافة العناصر الناشطة في المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين• أستاذ ينتحر بمستغانم بسبب وضعيته الاجتماعية والمهنية الكارثية وموازاة مع هذا، ذكّر الأساتذة بمعاناتهم اليومية في ظل عقود التشغيل، وما يرافقها من إجحاف في صرف مرتباتهم كغيرهم من الموظفين، مشيرين إلى الأجور المتأخرة التي تتجاوز ستة أشهر في بعض الولايات كالمسيلة مثلا، في حين تجاوزت ثلاث سنوات لأساتذة بجاية، ناهيك عن فسخ عقود العديد منهم، دون أي سبب يذكر، وهو ما مس أستاذ التاريخ بإحدى متوسطات ولاية بمستغانم، وتدهور وضعيته الاقتصادية، جراء فقدان مصدر عيشه الوحيد، لدرجة أنه أقدم الأسبوع الفارط على الانتحار• ومن جهة أخرى، تطرقت رئيسة مجلس الأساتذة المتعاقدين، للحديث عن مسابقات التوظيف الخاصة بشهر ماي والتي أعلن عنها المسؤول الأول لقطاع التربية، مؤكدة أن ملامحها لم تظهر بعد، وأن لغزا كبيرا يحوم حولها، خاصة بعد أن أكدت العديد من مديريات التربية أنها لم تتلق وإلى حد الساعة، أية تعليمات حول وجود مسابقة، لمباشرة جمع الملفات• كما تحدث بعض الأساتذة في تصريحهم ل "الفجر"، أنه حتى ولو تم فتح مسابقات للتوظيف إلا أن أغلبية المتعاقدين لن يستفيدوا منها جراء المحسوبية التي تطالها لدى الإعلان عن قوائم الناجحين، دون الحديث عن الفئة التي لا تستطيع اجتياز امتحانات التوظيف، وهو شأن تخصصات الهندسة والفلسفة والعلوم السياسية، مضيفين أن الوضع الراهن للمتعاقدين يستلزم قرارا رئاسيا من قبل عبد العزيز بوتفليقة، والعمل على ما حاول فعله الأمين السابق لجبهة التحرير الوطني، علي بن فليس، الذي أقر أنه لا وجود لعقود التشغيل بعد ثلاث سنوات من التوظيف• وللإشارة، فإنه من الممكن أن يكون هذا الاعتصام آخر حركة احتجاجية للمتعاقدين، قبل الشروع في إضراب عن الطعام بتاريخ 19 مارس الجاري، وهو موضع الاجتماع الذي عقده مجلس الكناك، بمقر السناباب مساء أمس•