كل عام نحتفل بالعيد العالمي لحرية التعبير•• ونودع كالعادة سنة من الاختناق التعبيري ونستقبل سنة أخرى••! ولاننجز شيئا لا لحرية التعبير ولا لأية حرية أخرى••! وفي أحسن الحالات يحظى الصحافيون الذين يخرقون القانون ويمارسون حرية التعبير خارج القانون•• يحظى هؤلاء بعفو يصدره رئيس الجمهورية يبطل فيه الأحكام القضائية التي صدرت باسم الشعب في حق هؤلاء الصحافيين•• ويبطلها الرئيس باسم الشعب أيضا! وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير••! تماما مثلما يصدر الرئيس إجراءات العفو بمناسبة الأعياد الوطنية والدينية عن المدانين قضائيا في قضايا تتعلق بالحق العام! حرية التعبير التي نحتفل بها كل عام في الجزائر يحكمها قانون العقوبات، أو يقال عنه إنه كذلك رغم أنه يحمل اسم قانون الإعلام! الصحافيون يصدقون كل سنة بأن لهم ما يشبه العيد العالمي، فيه العفو وفيه التكريم وفيه الاحتفال بانقضاء سنة كاملة في لعبة القط والفأر بين حرية وهمية للصحافيين وسلطة وهمية تعاقب ثم تعفو عن الصحافة والصحافيين! لعلنا كدنا نصدق كصحافيين أنه باستطاعتنا إنجاز صحافة حرة في مجتمع يعاني من نقص فادح في الحرية•• حرية الأحزاب وحرية الاقتصاد وحرية المرأة وحرية النقابة•• وحرية الأسعار، بل وحتى حرية الدين! ولا أقول حرية الانتخاب! السلطة بالفعل تقدم لصحافة الجزائر ''الحرة'' هامشا رائعا من الحرية لايتوفر في بلدان أخرى مجاورة وغير مجاورة••! السلطة الجزائرية تقول للصحافة ''الحرة'' أنت حرة في اختيار الطريقة المناسبة للتعبير عن ولائك لي••! ولذلك يتفنن الصحافيون في ابتكار طرائق الولاء، ويمارسون في هذا الشأن حرية لا متناهية! صحافتنا الحرة داخل السجن الوطني الكبير الذي يرمي الشباب بنفسه في البحر هربا منه تمارس الحرية الكاملة في تضليل الرأي العام••• تعادي السلطة ولاتناقشها فيما تفعل•• لأن ما تفعله السلطة ليس من مجالات حديث الصحافة الحرة في الجزائر!