100 ألف سيارة زائدة عن قدرة الاستيعاب وراء اختناق طرق العاصمة كشف وزير النقل، عمار تو، عن مشروع مشترك بين وزارة النقل ومصالح الأمن من أجل إنشاء ثلاثة مراكز خاصة بإجراءات المساهمة في تقليص حوادث المرور، وتتعلق بمركز بطاقية رخص السياقة، ومركز البطاقات الرمادية، ومركز للمخالفات، حيث يسمح هذا الأخير بمراقبة المخالفات التي يرتكبها كل سائق من أجل إجراء سحب رخصة السياقة حتى تتوصل المصالح المعنية إلى اعتماد رخص السياقة بالتنقيط• ولم يتحدث عمار تو، أمس، خلال نزوله ضيفا على حصة ''تحولات'' للقناة الإذاعية الأولى عن مراجعة قانون المرور، لأن الإشكال الحقيقي حسبه يتمثل في عدم احترام المواطن لقانون المرور، وهو ما جعل عدد الحوادث ونسبة الوفيات في ارتفاع مستمر، خاصة في الطرق الداخلية للوطن، وهي المعروفة بأخطر المحاور• وفي ذات السياق ركز الوزير على أهمية اعتماد الطرق المزدوجة خاصة في المداخل الكبرى للمدن، والتي تساهم بشكل ملحوظ في انخفاض حوادث المرور، حسب ما أثبت ميدانيا في عدد من الدول الاجنبية، كما تحدث عمار تو عن دراسة يجري إعدادها، تتعلق بتحديد عدد الحوادث والوفيات في الطرق الداخلية للوطن، والمعروفة بشكل عام بكثرة الحوادث المميتة فيها• وقدم الوزير تشريحا لواقع النقل في الجزائر، والذي يشتكي من نقائص عديدة، سواء تعلق الأمر بالنقل الجوي أو البحري أو النقل بالسكك الحديدية، وأرجع الأمر إلى الإهمال الذي عرفه قطاع النقل لسنوات عديدة• وبالمقابل عرض المحاور الكبرى المتضمنة في المخطط الخماسي الخاص بقطاع النقل، والذي سيتم عرضه على مجلس الوزراء قريبا، واعترف الوزير أن المخطط الخماسي السابق لم تظهر نتائجه بعد، لأن أغلب المشاريع ما تزال قيد الدراسة أو قيد الإنجاز، ويتضمن المخطط الخماسي الجديد كهربة السكك الحديدية، وفتح خطوط جديدة وتعزيز تواجد المؤسسة العمومية للنقل الحضري عبر كافة ولايات الوطن، بالإضافة إلى دعم الأسطول الجوي والأسطول البحري من أجل الاستجابة لطلبات الموطنين وحاجياتهم من النقل• وعن النقل الجوي، قال عمار تو إن لجوء الخطوط الجوية الجزائرية إلى إدخال تسع طائرات إلى الصيانة تسبب في إحداث بعض المشاكل والصعوبات في تلبية الطلب على النقل الجوي، زيادة على النقص الذي تعانيه الشركة بسبب تقلص عدد الطائرات في الخدمة من 51 طائرة إلى 31 طائرة، منها خمس طائرات ضخمة لا يمكن استعمالها إلا في المسافات البعيدة• وتحدث تو عن مشروع اقتناء طائرات من 150 و70 مقعد لاستغلالها في الخطوط الداخلية والمسافات المتوسطة نحو اوروبا ودول المغرب العربي، وأضاف أن الطائرات التي أدخلت إلى الصيانة كان أمرا حتميا، حيث أصبحت تفتقد لمعايير السلامة المطلوبة، مشيرا إلى أن فتح خطوط جديدة مرهون باقتناء عدد آخر من الطائرات• أما النقل بالسكك الحديدية، أكد الوزير أن سعر تذاكر القطارات ذات الدفع الذاتي نفسه المستعمل في النقل بالقطارات العادية، موضحا أن السعر يحدد حسب الكلم الواحد، وبخصوص مشروع الميترو، قال عمار تو إن الخطوط التي خضعت للتجريب لن تفتح للاستغلال إلى غاية تسليم المشروع بشكل نهائي، مشيرا إلى أن تجريب الميترو بشكل متكرر أمر ضروري، كون التجربة حديثة ولابد من تأمين القطارات التي تسير في الأنفاق، رغم أن القطارات التي ستستعمل في الجزائر من أحدث ما هو مستعمل في الدول الأوروبية وكبرى عواصم العالم، كاشفا عن تكوين دفعة من 250 عون أمن لضمان أمن الميترو• كما تحدث تو عن تعزيز النقل البحري من خلال الاستعانة في التسيير بالخبرة الأجنبية ومنح المؤسسات العمومية الأغلبية في رأس المال • وعن مشكل حركة المرور خاصة في المدن الكبرى، قال عمار تو إن إنشاء مركز لتنظيم حركة المرور في العاصمة يساعد السائقين على تغيير الاتجاهات، ومن شأنه تقليص الازدحام بنسبة قليلة، مثلما هو معمول به في الدول الأجنبية، مشيرا إلى أن العاصمة تعاني من أكثر من زيادة تفوق قدرة استيعابها 100 ألف سيارة، واعتبر أن توسيع استغلال وسائل النقل الأخرى من المصاعد والترمواي من شأنه المساهمة في معالجة جزء من مشكل السير في العاصمة والمدن الكبرى•