اعتقلت القوات البحرية الإيطالية وقوات حلف الناتو، المتواجدة بقاعدة عسكرية بإحدى الجزر الصغيرة المجاورة لجزيرة سردينيا، منتصف الأسبوع، 16 حراقا جزائريا تمكنوا من بلوغ الضفة الثانية من المتوسط، بعد انطلاقهم في رحلة هجرة غير شرعية من شاطئ الشط التابع إداريا لولاية الطارف. تفاصيل القضية، حسب ما أفادت به مصادر "الفجر" من معاقل الحراقة بإيطاليا وعنابة، تعود إلى نهار الاثنين، حيث تمكن 16 مهاجرا جزائريا غير شرعي، ينحدرون من عنابة في غالبيتهم، من الوصول إلى إحدى الجزر جنوب إيطاليا ليتفاجأوا، فور نزولهم من قارب الرحلة، وبعد محاولة التغلغل داخل الجزيرة التي رسوا بها، بقوات حلف "الناتو" تحاصرهم وتطلب منهم التوقف والحذر، مخاطبين إياهم بأنهم في حقل ألغام، ليتم بعدها ولمدة ساعات توجيههم للعودة إلى الشاطئ، خوفا من انفجار الألغام المتواجدة بالحقل الأمني الذي يحيط بالقاعدة العسكرية للحلف وهو ما تم بالفعل. وأضافت ذات المصادر، أنه تم استدعاء قوات البحرية الإيطالية لاعتقالهم والتحقيق معهم، إضافة إلى الاتصال بالجمعيات المكلفة بشؤون المهاجرين غير الشرعيين بإيطاليا، وهو الأمر الذي أضافت بشأنه مصادر "الفجر" أنه شمل التأكد من الهويات المقدمة على لسان الحراقة ال 16 الموقوفين عن طريق اتصال الحراقة بعائلاتهم بولاية عنابة بالنسبة للمنحدرين منها، بينهم شاب ينحدر من منطقة "لابلاسات" وسط المدينة، وبالمصالح والهيئات الجزائرية المختصة. وبعد انتهاء عملية التحقيق، تم تحويلهم إلى مركز الحجز بجزيرة "كاغلياري" إلى حين استكمال الإجراءات والتحقيقات، خاصة وأنهم دخلوا منطقة عسكرية تابعة لحلف عسكري، دولي الأمر الذي زاد من تعقيدات إجراءات التأكد من الهوية والتحقيق. في ذات السياق، أكدت المصادر ذاتها، أن الحراقة المعتقلين اتصلوا بهم هاتفيا، مطمئنين إياهم على سلامتهم وبتحويلهم نحو مركز الحجز إلى حين النظر في أمرهم والمتمثل في أغلب الأحيان في ترحيلهم، خاصة في ظل الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإيطالية بشأن المهاجرين غير الشرعيين وعزمها على تطهير أراضيها منهم، بالتعاون مع بلدان الانطلاق نحو أراضيها كالجزائر وليبيا.