قال المشاركون خلال هذا العرس الاقتصادي والثقافي الذي حضره ما لا يقل عن 14 فلاحا، إضافة إلى منتجي العديد من الحرفيين، أنه من المنتظر جمع 19 ألف و500 قنطار ما يعادل20 قنطار للهكتار الواحد من هذه الثمرة، رغم العراقيل التي ما تزال تلاحق إنتاج هذا النوع من الفاكهة. وتبقى هذه الزيادة طفيفة لكنها إيجابية بعد إعادة تشجير المنطقة وتعويض ما فقدته بسبب حشرة "الكابنود" التي لا يتعدى طولها 27 سنتيمتر التي دخلت منطقة الأربعاء ناث ايراثن منذ بداية سنوات الثمانينيات، إلى جانب الحرائق التي ازدادت في السنوات الأخيرة، مسببة إتلاف جزء كبير من هذه الأشجار. ولم يبق من الأراضي المخصصة لغرس أشجار الكرز سوى 40 هكتار بهذه المنطقة الجبلية المطلة على سلسلة جرجرة، التي كانت تحتوى على ثلاثة أصناف من ثمرة الكرز، والتي تختلف من حيث الجودة والحجم واللون . وكانت مصادر على صلة بقطاع الفلاحة كشفت عن توفر تيزي وزو بداية الثمانيات على مساحة 275 ألف شجرة من هذه النبتة، كما عرفت الفترة الممتدة ما بين 1968 و1972 حملة واسعة لتشجير الكرز قصد إعادة ما تم إتلافه من طرف الحشرة المذكورة التي تبدأ في أكل الثمرة إلى غاية غصن الأشجار. كما يطالب الفلاحون في الوقت الراهن بتوفير الأسمدة للاعتناء بنبتة الكرز التي تحتاج كذلك إلى الماء، باعتبارها تنمو في المرتفعات الجبلية حيث الحرارة المعتدلة والطقس الملائم. وما يميز هذا العيد، الذي غاب عن تيزي وزو لأزيد من30 سنة كاملة، تنظيم عدة حفلات فولكلورية بالمركز الثقافي "أحسن ميزاني" إلى جانب مقطوعات مسرحية نشطتها فرقة امزقون انجرجرة، وعرض فيلم بالأمازيغية، وكذا دورات رياضية في كرة اليد والسلة، إلى جانب إدراج محاضرات تناولت حشرة "الكابنود" وآثارها على أشجار الكرز بمنطقة الأربعاء ناث ايراثن، التي يسعى مسؤوليها إلى توسيع التظاهرة سنويا من خلال استقطاب أكبر عدد ممكن من المشاركين والعارضين.