"المدن تحترق والكراسي تجد من يجلس عليها"، كانت الصيحة التي صنعت أولى منحنيات"دائرة العشق البغدادي"، المسرحية العراقية التي دوت لما يقارب الساعة عشية أول أمس، في قاعة الموقار، تمثيلية حاولت أن تتفاءل رغم الألم، التواطئ والدمار الذي يخيط عراق الحضارة "المسرحية اختصار المسألة العراقية منذ استبداد الحاكم إلى استدمار المحتل مرورا بالدوس على القانون وما هو القانون إن كان مجرد نصوص تتغير بتغير القاضي ، "اللهم ثبت أحذية الحكام"، في إشارة إلى استمرار هذا الخنوع والذل المخيم على حكام العراق والعالم العربي والإسلامي . قاضي المدينة هذه المرة وفي قضية إثبات أمومة ابن الحاكم الذي تخلي عنه في ظروف الحرب، ينتصر للأم الشابة التي حمت وربت وليس ل"فتون" زوجة الحاكم " التي ولدت، وأهملت فلذة كبدها ورحلت، إنها زوجة الحاكم الفار، في الوقت الذي لم تبقى فيه إلا الخادمة التي خدمت حين الترف وحمت حين الفر.. القاضي باحتكام وحكمة حكم بالعدل رغم ميل كفة المصالح ل"فتون" لكن هدد بتغيير القانون لأن القانون يصنعه الحاكم وليست العدالة "المسرحية صنعت لنا خطا مستقيما لا متناهيا ووضعت خط التفاؤل قريبا نوعا ما إلى كفة العراق سيسير إلى الفرجة المرتقبة ... العمل، من إنتاج "الفرقة القومية العراقية للتمثيل"، وكتابة وإخراج الدكتورة عواطف نعيم وتمثيل كل من عزيز خيون، سمير محمد، عدلان شلاش، ماجد فريد، محمد هاشم، فرح طه وبهاء خيّون..