الخارجية تستقبل وفدا عن عائلات ال40 حراقا وتعد بتدخل الوزير شخصيا أفادت عائلات ال40 حراقا بأن آخر المعلومات الواردة من المحكمة العليا التونسية تفيد بأنهم متواجدون بالسجون السرية التونسية تحت الرقابة المشددة وفي ظروف يرثى لها، وذلك منذ أكثر من ثمانية أشهر، حيث تنهش الأمراض المعدية أجسادهم، مما دفع أمس بعائلاتهم إلى تنظيم حركة احتجاجية بمقر وزارة الخارجية أسفرت عن وعود بتكفل الوزير شخصيا بالملف. ألحت أمس عائلات 40 شابا غادروا أرض الوطن باتجاه سردينيا الإيطالية على اللقاء مع وزير الخارجية مراد مدلسي شخصيا، لدعوته للتدخل العاجل لدى السلطات التونسية لاسترجاع أبنائهم المحتجزين من طرف أمن الدولة منذ مطلع نهار 9 أكتوبر الماضي، والذين ضاعوا عبر الحدود التونسية بعد وصولهم بيوم من تاريخ الإقلاع الذي كان في 8 أكتوبر من السنة الفارطة. وحسب إفادات أحد أولياء الحراقة، يملك تسجيلات صوتية لتصريحات وكيل الجمهورية التونسي، ل "الفجر"، فإن وكيل الجمهورية لدى المحكمة العليا التونسية قدم معطيات تفيد بأن الشباب الأربعين المختفين منذ الساعات الأولى من إقلاعهم باتجاه ايطاليا قد تم احتجازهم من طرف أمن الدولة التونسية، حيث تم وضعهم بالسجون السرية التي تقع في الطابق الثالث تحت الأرض، وسط أمراض الجرب التي أكلت أجسادهم، حسب ما أضافه المتحدث. وأضاف محدثنا أن قضية هؤلاء الحراقة تستدعي تحرك السلطات العليا للبلاد، وهي نفس التصريحات التي صدرت من طرف محامي العائلات الجزائرية بتونس، حيث أكد أن نتائج بحثه تلزم تدخل رئيسي الدولتين. من جهتها استنكرت أمهات الشباب الحراقة، واللواتي قدمن من العاصمة وعنابة، تجاهل الدولة الجزائرية لملفات أبنائها، في الوقت الذي يتعرض هؤلاء للمهانة والتعذيب على مستوى سجون تونس الشقيقة، دون أن تصرح السلطات بتواجدهم هناك، حيث كشف اللقاء الذي جمع أمس بين ممثلي الحراقة والأمين العام لوزارة الخارجية ومكلف بالشؤون الخارجية، أن المعلومات المقدمة من طرف الخارجية التونسية تفيد أنها لا تحوي قائمة بأسمائهم، وهو الأمر الذي يناقض المعلومات التي صدرت من والد أحد الحراقة التي استقصاها من تصريحات وكيل الجمهورية. وحسب القصة الكاملة للحراقة، فإن 40 شابا منحدرين من عنابة والعاصمة، وبمعية شخص مغربي وثلاثة تونسيين، قرروا الإبحار خلسة من من منطقة بضواحي عنابة، بتاريخ 8 أكتوبر 2008 ، متجهين إلى ايطاليا، واستعملوا قاربين، إلا أن أخبارهم انقطعت ماعدا المكالمة الهاتفية الصادرة من أحدهم إلى والده في ليلة نفس اليوم، يشعر فيها أسرته بأن القاربين قد تعطلا بسبب نفاد الوقود، وأن قاربا جزائريا ثالثا مر بهم وتبين له أن القاربين معطلين، فتجاوزهما، ولما اقترب من الأراضي الإيطالية اعترضته دورية أمنية إيطالية فأشعرها بوجود قاربين داخل المياه الإقليمية التونسية، وعلى متنهما مجموعة كبيرة من الشباب، عندها تم إشعار البحرية التونسية بالأمر، وتولى أعوان الدورية الأمنية التونسية إلقاء القبض على القاربين ومن فيهما.