قال ممثل جماعة المنشقين عن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، جمال فرج اللّه، إنه كان الأجدر بزعيم الحزب، سعيد سعدي، إصلاح بيت الأرسدي وإرساء الديمقراطية داخله، بدل انتقاده لرئيس الجمهورية بسبب ترشحه لعهدة ثالثة• وأشار فرج اللّه إلى أنه ينتظر ما سيسفر عنه تعديل قانون الأحزاب السياسية لتشكيل حزب جديد أو التحرك وفق ما تقتضيه المرحلة القادمة، نافيا أن يكون لجماعة المنشقين عن سعيد سعدي أي اتصالات بفرحات مهني المروج لفكرة الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل• وأضاف فرج اللّه خلال استضافته أمس في حصة ''بكل صراحة''، بالقناة الإذاعية الثالثة، أن عدد العناصر الموالية له في تزايد مستمر، لأن العديد من العناصر القيادية قد هجرت الحزب هروبا من أنانية سعيد سعدي وتسلطه في فرض الأمور وتسيير الحزب• وقال إنه ينتظر ما سيكشف عنه التعديل المرتقب لقانون الأحزاب لتشكيل حزب جديد أو اختيار الصيغة المناسبة التي تناسب المرحلة القادمة• وانتقد جمال فرج اللّه سعيد سعدي ووصف تسييره للحزب بغير الديمقراطي، كما اتهمه بتكريس الأنانية والإقصاء وبتهميش جميع العناصر التي من شأنها أن تخدم الديمقراطية داخل الحزب• وأضاف أن العديد من المناضلين المتشبعين بالمبادئ الديمقراطية، فضلوا هجرة الحزب، بعد أن يئسوا من تغير الأوضاع التي بدأت في الانسداد منذ انعقاد المؤتمر الأخير للحزب، ما تسبب في استقالة نصف عدد أعضاء الأمانة الوطنية، وأغلبيتهم من ولاية بجاية وتيزي وزو والجزائر العاصمة، كما أنه من مجموع 600 منتخب لم يبق سوى مائة منتخب محلي تابع للأمانة الحالية للحزب، ونفس الهزة مست المجلس الوطني للحزب• واعتبر فرج اللّه أن النتائج الهزيلة التي حصل عليها الحزب في الانتخابات المحلية والتشريعية الماضية، حتى بمعاقله الرئيسية، مؤشر آخر على تراجعه في الساحة السياسية لصالح تشكيلات سياسية أخرى، وقال إن هذا الوضع يستدعي التصحيح• وقدم المتحدث صورة قاتمة عن الأوضاع التي تميز الأحزاب السياسية بالجزائر، واصفا أغلبيتها بغير الديمقراطية، لأنها لا تسمح بالتداول على المناصب بداخلها، رابطا ذلك بعاملين، الأول يتمثل في حرص السلطة على الإبقاء على هذه الأوضاع لخدمة مصلحتها، والثاني غياب إرادة حقيقية لدى قيادات الأحزاب في تكريس الديمقراطية وتقديمهم الأنانية والمصلحة الفردية على المصلحة الجماعية للحزب، الأمر الذي ينتهي بظهور حركات احتجاجية داخل هذه الأحزاب لتغيير الأوضاع و تصحيحها• وقال فرج اللّه إنه ينتظر ما يأتي به مشروع قانون الأحزاب من تعديلات تسمح بتوسيع حصص المرأة، لأنها حسبه قدمت تضحيات كبيرة خلال العشرية السوداء، بالإضافة إلى الشباب، والانفتاح أكثر على جمعيات المجتمع المدني والنقابات المستقلة• وعلى صعيد آخر اعتبر فرج اللّه انتقاد سعيد سعدي لرئيس الجمهورية، بمناسبة ترشحه لعهدة ثالثة، مجرد مراوغة، قائلا إنه كان من الأجدر أن يقوم سعيد سعدي بتصحيح نفسه وفتح أبواب الحوار وتكريس المبادئ الديمقراطية داخل هياكل الحزب، والدليل على ذلك أنه بقي على رأس الحزب طيلة 20 سنة كاملة، وهذا أصدق دليل في تقدير فرج الله على أن الحزب لم يعد سوى مجرد واجهة لديمقراطية مزيفة.