رئيس الارسيدي سعيد سعدي تعكف مجموعة من الإطارات والمناضلين المنشقين عن زعيم الأرسيدي سعيد سعدي على الإعداد لعقد لقاءات جهوية، تم تأجيلها بسبب الحملة الانتخابية. * وستتوج بالتوقيع على اتفاقية وطنية من المزمع أن تتضمن نقطتين أساسيتين، الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي يعيد لم شمل الحزب، أو الإعلان عن تشكيلة سياسية جديدة بديلة عن الأرسيدي. * حسب العضو القيادي السابق في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية جمال فرج الله فإن التحضيرات لما أسماه بالاتفاقية الوطنية، انطلقت منذ بضعة أسابيع، من خلال الشروع في مشاورات ما بين المناضلين، في حين سيتم قريبا عقد لقاءات جهوية على مستوى كل من العاصمة وعنابة ووهران وبجاية، التي تأجلت بسبب الحملة الانتخابية، وانشغال الساحة السياسية بالانتخابات الرئاسية، وسيكون الغرض منها إعادة جمع كافة الإطارات والمناضلين الذين اضطروا في وقت سابق لمغادرة الأرسيدي، نظرا لخلافهم مع القيادة، ورفضهم لأن يتم تسيير الحزب خارج أطر المبادئ الديمقراطية. * ويخشى المناضلون والإطارات المنشقون عن سعيدي سعدي أن يصطدموا برفض الإدارة منحهم الاعتماد لتأسيس تشكيلة سياسية بديلة، بالنظر إلى تجميد اعتماد أحزاب سياسية جديدة من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية منذ أزيد من 10 سنوات، لذلك فقد حرصوا على وضع خيار آخر وهو الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي يعيد للأرسيدي كافة مناضليه وإطاراته الذين ساهموا في تأسيسه، لكنهم اضطروا إلى الانسحاب منه. * وأكد جمال فرج الله "للشروق" بأن الحزب البديل سيكون له بعد وطني، وسيعمل على كسر "ڤيتو الجهوية" الذي قزم الأرسيدي وجعله يبدو وكأنه خاص بمنطقة القبائل فقط، ولا يعني كافة مناضليه المنتمين إلى مختلف مناطق البلاد، لكنه لن يخرج في تقدير المصدر ذاته عن الخط الديمقراطي الوطني، كما سيعمل على تكريس ديمقراطية داخلية، من أهم ملامحها ضمان حرية الرأي والتداول على المسؤوليات والمناصب. * واستبعد النائب الأول السابق لزعيم الأرسيدي أن يتم اللجوء إلى سحب الثقة من سعيد سعدي بالنظر إلى طبيعة القوانين الداخلية للحزب، التي تمت صياغتها بإحكام بطريقة تحول دون اتخاذ مثل هذه الإجراءات، خصوصا إذا كان الغرض منها الإطاحة بالقيادة. * وقد تعمقت حالة الانسداد داخل بيت الأرسيدي، بعد أن أقدم سعيد سعدي على إزالة العلم الوطني من مختلف مقراته، واستبداله بالراية السوداء، وهو ما استهجنه كثيرا جمال فرج الله الذي تأسف كثيرا "بسبب الإهانة التي لحقت برمز من رموز الدولة"، منددا بحالة الانحراف التي يسير فيها الحزب، التي قال عنها بأنها لا تشرف كثيرا هذه التشكيلة السياسية، مؤكدا بأن الأرسيدي شهد نزيفا حادا، "وبأن فئة قليلة فقط من الإطارات ماتزال محيطة بسعيد سعدي"، الذي يمر في تقديره بمرحلة من اليأس. *