بعض الأخبار الواردة في الصحف الجزائرية تجعل المواطن السوي يلعن اليوم الذي ولد فيه جزائريا! ما رأيكم في صحيفة تورد خبرا تقول فيه: إن لإسرائيل أصابع في أحداث بريان•• ولا أحد يسأل عن هذه الهملة الإعلامية التي تعيشها البلاد؟! وما رأيكم في صحيفة تورد خبرا يقول بأن مصالح الأمن اعتقلت إطارات في جامعة الجزائر لتورطهم في قضايا اختلاس؟! وأن وزير التعليم العالي ومدير الجامعة لا علم لهما بالموضوع أو الاعتقال! فهل بقي إذًا في الجامعة وفي التعليم العالي علم؟! وما رأيكم في ''مير'' بلدية قرب العاصمة يختلس ويزور ولا يكتشفه أمره أحد•• ويكتشف فقط عندما يمارس الخيانة الزوجية! هل يمكن أن نتحدث عن الرقابة وأجهزة الرقابة في تسيير الشأن العام! بل هل يمكن أن نتحدث عن أجهزة الأمن التي اكتشفته؟! وما رأيكم في صحيفة تنشر خبرا تقول فيه إنها اتصلت بمسؤول في وزارة سيادية لسؤاله عن موقف الوزارة من مسألة لها علاقة بتحرش دولة أجنبية بأمن الجزائر•• وقال لها إنه لا يستطيع التحدث لأنه قرب حاجز أمني! أليس الأمر مؤسفا أن تقدم الصحيفة المسؤول السامي الذي يتحدث في أمور أمن الدولة للصحافة ويخالف المرور ويتحدث في الهاتف النقال أثناء السياقة ويخاف من الحاجز الأمني؟! ما أريد الوصول إليه من خلال سرد مثل هذه الأمثلة هو أن مهنة الصحافة أصبحت ''سايبة وهاملة'' مثلها مثل بقية المهن الأخرى في البلاد! فلم تعد الحرية الإعلامية ذات علاقة بالمهنية، بل أصبحت على علاقة أكثر بالفساد والإفساد! الصحافة عندنا أصبحت تحارب الفساد بطريقة ممارسة الفساد الإعلامي نفسه! فإذا لم تكتب الصحيفة عن نفسها وعن بطولات مسؤوليها الإعلامية، تقوم بابتزاز المعلنين أو الاحتيال على القراء بالطمبولات أو نشر محتويات ''B.R.Q'' لمصالح الشرطة و الأمن دون تفريق اعلامي بين الأمن و الإعلام؟! تلك هي مدارس الرداءة الإعلامية التي تشكلت في صحافة البلاد!