قال الأستاذ هيكل في إحدى الحلقات التي تبثها قناة ''الجزيرة'' القطرية إن الرئيس الراحل هواري بومدين قد اتصل به هاتفيا لمعرفة ما يحدث في الجبهة المصرية! وإن بومدين يكون قد حاول الاتصال بناصر ولم يتمكن! فاستعاض عن ناصر بالاتصال بهيكل! والحقيقة أن بومدين اتصل فعلا بناصر للاستفسار عما حدث وهذا قبل وقف إطلاق النار في العاشر من جوان 67! وقد حكى العقيد الوردي أن بومدين أمره بربط الاتصال مع جمال عبد الناصر•• وعندما تم ذلك، قدم العقيد الوردي السماعة لبومدين وبقي أمامه في حالة الاستعداد يستمع الى ما يقوله بومدين لناصر••• وقال الوردي: إنه سمع بومدين يقول لناصر لا توقف القتال ودعهم يحتلون ما يشاءون من الأراضي العربية في مصر وسوريا والاردن•• فذاك يسهل شن الحرب الشعبية! وعندما وضع بومدين السماعة، راح يتحدث مع نفسه في استغراب ويقول: الجيش المصري أصابته سكتة دماغية؟! أليس من الواجب أن يعطي قائده حبة لرأسه؟! وبعد أحداث أيلول الأسود في 1970 بالأردن•• والمجازر التي ارتكبها الجيش الأردني في حق الفلسطينيين•• سمعت الرئيس بومدين يقول في نادي الصنوبر: إن عدد الذين ماتوا دفاعا عن القدس سنة 1967 لم يتجاوز 15 فردا، أي أن القدس سلمت لإسرائيل دون مقاومة•• لكن الجيش الأردني قتل من الفلسطينيين في ساعات عشرات المئات! رغم أن القيادة العسكرية المصرية المتقدمة كانت في الأردن وبقيادة عبد المنعم رياض•• وتصوروا قيادة متقدمة تتواجد في عمان وليس في القدس؟! من حق الأستاذ هيكل أن يعطي الرأي العام الحقيقة كما رآها بعيون مصرية، لكن ليس من حقه التقول على الناس••! فقد قال هيكل إنه اجتمع بعبد الناصر يوم 10 جوان 1967 على الساعة العاشرة ليلا•• والحال أن القاهرة في هذا الوقت كانت تتعرض لغارة جوية عنيفة، جعلت المذيع بإذاعة الجزائر، أحمد فاضل، يقول في نشرة أخبار الثامنة بتوقيت الجزائر، العاشرة بتوقيت القاهرة إن القاهرة نار ودخان! فهل يعقل أن يجتمع ناصر بهيكل والقاهرة نار ودخان؟! هذا القول لا يماثله سوى قول هيكل إن ناصر طلب منه كتابة خطاب التنحي وأنه طلب منه كتابة خطاب العدول عن الاستقالة .. و لم يشعر هيكل بأي تناقض !