اعتبرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن القرار الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في اجتماع وزراء الصحة العرب لدول شرق المتوسط مؤخرا والقاضي بمنع المسنين الذين يتجاوز عمرهم 65 عاما والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما بسبب مخاوف انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، لم يكن مفاجأة للدولة الجزائرية ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف اللتين أظهرتا استعدادا تاما لمواجهة أي طارئ، وتناولت الوزارة الوصية بالنقاش والحوار مع كل الهيئات المسؤولة والمعنية بصحة الحجاج والمعتمرين وسلامتهم في السنوات السابقة قضية السلامة الصحية الجسدية والعقلية للحجاج، وهذا قبل ظهور الأعراض والحالات الأولى المسجلة في مختلف دول العالم لمرض أنفلونزا الخنازير• وقال المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد عدة فلاحي إن الوزارة حرصت حرصا شديدا، منذ ظهور مرض أنفلونزا الخنازير، على فتح نقاش وتركت المجال لأهل الاختصاص ممثلة في وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بمتابعة الوضع عن كثب وتزويدها بكل صغيرة وكبيرة عن المرض، انتشاره ومدى تأثيره على موسم الحج والعمرة، وكان هذا في المقام الأول من اهتمامات الدولة الجزائرية مخافة من المرض، وبالتالي فإن قرار منع المسنين والأطفال من تأدية الحج والعمرة لم يفاجئ الجزائر• وأضاف المتحدث في اتصال مع ''الفجر'' أمس أنه على الدول التي وافقت على القرار خلال اجتماع منظمة الصحة العالمية ووزراء الصحة العرب لدول شرق المتوسط عليهم تدعيم القرار بإجراءات تنظيمية وقانونية حتى يرسم بصفة نهائية ويشمل كل البلدان ويتبع بتأكيد منها بخطوات أخرى• أما بخصوص الجزائر في حال تبنيها القرار رسميا، أكد ذات المتحدث أن ردة فعل الأشخاص الممنوعين من تأدية فريضة الحج ستكون قوية، لأنه من غير الممكن أن شخصا يحلم ويحضر منذ سنوات لتأدية وفريضة الحج، يتقبل بسهولة القرار خاصة لدى المواطن الجزائري المعروف بمواقفه اتجاه الفرائض الدينية وبالتالي لا بد من اتخاذ جميع الإجراءات والمبادرة بحملات التوعية والتحسيس عبر المساجد وعبر وسائل الإعلام بمختلف أنواعها قصد إقناعهم بضرورة تقبل القرار لأن الأمر يتعلق بمخاطر تهدد صحتهم وحياتهم• وإن حصل وأصيب أي جزائري في الحج بمرض أنفلونزا الخنازير فإن عائلاتهم وأولياءهم لن يتأخروا في مقاضاة المسؤولين، وبالتالي فالأجدر اتباع القاعدة الفقهية القائلة بأن ''مصلحة الأبدان قبل مصلحة الأديان''، بمعنى أن حياة الإنسان أولى من أية عبادة، مستشهدا بقول الوزير غلام الله ''العبادة إذا تسببت في هلاك العباد تتحول إلى معصية''• وأكد عدة فلاحي أن الدولة الجزائرية مسؤولة ولا تتهاون في مثل هذه المواقف، وإن قررت رسميا تبني القرار الخاص بمنع المسنين والأطفال من تأدية فريضة الحج فذلك بغرض الحفاظ على حياة مواطنيها وسلامة صحتهم، ولكن يجب على هؤلاء التعقل والتعامل بروح طيبة وطريقة إنسانية مع الموقف وتفادي إثارة المشاكل لتضخيم الأمر وجعله يأخذ أبعادا أخرى غير متوقعة• في ذات السياق أكد المستشار الإعلامي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي أنه في حال إقرار هذا الموقف من قبل الدولة الجزائرية، فإن المصاريف الخاصة بتكاليف الحج سيتم إعادتها وسيستردها أصحابها من قبل وكالات بنك الجزائر، لأنهم لم يمتنعوا هكذا عن تأدية الحج أو غيروا رأيهم فجأة بشأن ذلك بل هذا أمر مفروغ منه، لأن الامتناع ليس بإرداة الحجاج وبالتالي فحقوقهم محفوظة ومضمونة بالتأكيد•