أكدت الدراسات أن تاريخ الملاية يرجع إلى عصر الدولة الفاطمية، وتحديدا في عهد المعز لدين الله الفاطمي عندما توطنت قبائله بالجزائر، حيث عمدت على نشر اللباس الأسود الذي يرمز للشيعيين، حيث قاموا بارتداء اللباس الأسود الذي لا يزال يميّزهم لحد الآن حزنا على مقتل وخيانة حفيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، في حين بعض الروايات تروي أن الملاية ارتدت حزنا على الباي، ثم انتقلت إلى الشرق الجزائري وتعممت وأصبحت اللباس الموحد لنساء الشرق الجزائري• وفي وقتنا الحالي تكاد تنعدم الملاية، فلا تجد اللباس الأسود موجدا في الشوارع أو المدن سوى لدى بعض العجائز والمتوطنين في قسنطينة، اللواتي رفضن التخلي عنها، فيما تعزف البنات عن ارتدائها• وقد صرحت لنا العديد من العجائز أن هذا اللباس سيأتي عليه وقت يوضع فيه داخل المتاحف للزوار والسواح، كما أن المادة والقماش الذي يتم صنعها منها قد سحب من السوق وأصبح العثور عليه شبه مستحيل، في حين أكدت لنا مصادر في المسرح الجهوي لقسنطينة عن الصعوبة الكبيرة التي يجدونها من أجل اقتناء ملاية واستعمالها لبعض الشخصيات واللوحات التاريخية والتقليدية، مما يستدعي إلى خياطتها بطريقة جد بعيدة عن طابعها الأصلي، إذ تختلف بشكل كبير عن طابعها الأصلي• أما الزائر لمدينة سطيف فإن الملاحظة الأولى التي يبديها هي أن العمريات لا يزلن لحد الن محافظات على الملاية دون انتقاص منه، خاصة في الدواوير والمناطق الريفية وإن كانت هي كذلك تعرف هي الأخرى نوعا من الاندثار• هذا وقد تحدثنا مع بعض السكان القدامى والشيوخ الذين كشفوا لنا أنه في زمن مضى كانت كل النسوة يتلحفن الملاية، ونساء سطيف يمكن تمييزهن من نساء قسنطينة، هذا لأنهن كن يضعن خيط الحنة مرشوش بلويزة على الجبهة مع امتداد للعجار لحد الصدر، في حين أان القسنطينيات يستعملن ''العجار'' الذي يغطي الوجه فقط• كما أن الملاية كانت سترا للفدائيات والمجاهدات في إخفاء السلاح والطعام للمجاهدين، وأن المجاهدين استعملوها لتمويه الجنود الفرنسيين وإخفاء شخصيتهم والهروب من الحواجز الفرنسية، وأن المرأة المتلحفة كانت محترمة في نظر كل الرجال•