دعت أمس ما يعرف بتنطيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي جماعة ''بوكو حرام'' النيجيرية إلى الانضمام إليه لتشكيل قوة واحدة في منطقة الصحراء الإفريقية، متوعدا سلطات أبوجا بالانتقام من مقتل زعيم التنظيم النيجيري محمد يوسف، والقتلى المسلمين الذين سقطوا خلال الأحداث الأخيرة• وأشار بيان تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي حمل عنوان ''بيان تعزية ونصرة ومواساة لإخواننا وأهلنا في نيجيريا''، إلى غياب رد فعل عالمي على أحداث شمال نيجيريا و''الانتهاكات ضد القتلى التي أشرفت عليها القوات المسلحة النيجيرية أمام مرأى ومسمع من العالم المتبجح بحقوق الإنسان وقيم الحرية والعدالة الزائفة''، وإلى أن زعيم تنظيم ما يسمى ''طالبان نيجيريا'' لم يقتل خلال الاشتباكات عكس ما تم تداوله في أبوجا• وجاء أيضا أن ''جثة محمد يوسف بدت عليها آثار التعذيب''، وهي ممارسات جعلت تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ''يعقد العزم على الانتقام من الأقلية النصرانية في نيجيريا، ومحاربة الكفار في المنطقة''، حسب البيان• وأضاف تنظيم دروكدال أن الحرب الصليبية التي تحمل شعار ''دمروا الإسلام وأبيدوا أهله''، المنتهجة من طرف القوات الكافرة ضد المسلمين في نيجيريا، وأمام أعين العالم، دفعت تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي إلى دعوة من أسماهم ''إخواننا السلفيين الجهاديين'' إلى الانضمام للتنظيم، خاصة بعد مقتل زعيمهم المدعو محمد يوسف، لتشكيل جبهة موحدة تهدف إلى إقامة الشرع، حسب ما تزعم، من خلال ''توحيد الصفوف كالبنيان المرصوص، والوقوف بجنب إخواننا يدا واحدة على من سوانا، وتوحيد الكلمة لمحاربة الجيش النيجيري''، ومن أسماهم الكفار والصليبيين صفا واحدا، يقول بيان تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي• ويوحي توجه تنظيم دروكدال إلى ربط علاقة مع تنظيم ''بوكو حرام'' النيجيري، إلى تغيير في الاستراتيجية المنتهجة للتنظيم بعد فشله في الوصول إلى ما كان يصبو إليه في بداية نشاطه، بعد عزم دول الساحل، بقيادة الجزائر، على محاربته وتتبع عناصره الدموية في المنطقة، ما دفع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي إلى توسيع نشاطه نحو دول أخرى، وفتح جبهات جديدة تجعل أمر تتبعه صعبا على حكومات الدول الإفريقية• غير أن هناك من يربط هذا التوجه بمساعي الغرب بقيادة واشنطن بضرورة ولوج إفريقيا للتصدي للتوسع الصيني والإيراني، خاصة بعد التخوفات التي أبداها المسؤولون النيجيريون بعد تطور الأحداث في شمال نيجيريا من ظهور بوادر تدخل غربي في المنطقة بحجة مساعدة السلطات في محاربة طالبان نيجيريا، وأن المجال يصبح ملائما للعواصم الغربية التي تدعو إلى إقامة قواعد عسكرية في المنطقة الإفريقية بعد بيان تنظيم دروكدال، ويجعل تواجد قوات عسكرية غربية دائما بحجة مكافحة الإرهاب وحماية مصالحها الاقتصادية في المنطقة أمرا مطلوبا، وزيارة هيلاري كلينتون لعدد من الدول الإفريقية في الأيام الماضية لم تكن بريئة، يضيف المراقبون•