عقد أمس كل من الاتحاد الوطني للناقلين الجزائريين، المنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين، وكذا فدرالية النقل للاتحاد العام للتجار الحرفيين، ندوة صحفية بمقر هذه النقابات الواقعة بمحطة الخروبة، تم خلالها الإعلان عن ميلاد التنسيقية الوطنية لنقابات قطاع النقل، كقرار أفرزته الظروف التي يعيشها هؤلاء في ظل الحديث عن احتمال لجوء السلطات إلى اعتماد شركة خاصة في مجال النقل الحضري• وبالنسبة لرؤساء هذه النقابات فإن '' لجوء الدولة إلى مثل هذا الإجراء هو بمثابة إحالة جميع الناقلين إلى عالم البطالة، وبدأ البعض منهم يفكر في ركوب قوارب الموت، حيث يؤكدون أن الوسيلة الوحيدة التي بقيت أمامهم هي اللجوء إلى الحرفة لهجرة هذا البلد''• منظمة الناقلين الجزائريين: '' كنا ننتظر شهادة تقدير واعتراف وهانحن نكافأ بالتهميش'' وقال حسين بورابة، الأمين العام للمنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين، إن '' الناقلين الخواص بدأ بعضهم يغيبون عن المحطة، وفي بعض الولايات تنازلوا عن حقوقهم واعتزلوا المهنة أمام المنافسة غير الشرعية، في الوقت الذي كان البعض ينتظرون العرفان والتقدير للتضحيات التي قدمها أثناء العشرية الأخيرة، وعملوا على ضمان النقل في أماكن نائية لم تكن تدخلها حتى قوات الأمن، ولدينا ملفات بعض منهم قتلهم الإرهاب بسبب نقلهم عناصر أمن''• وتحدث بورابة عن ''غياب مخطط نقل ولائي أو وطني، حيث لم يتم إعداد أي مخطط منذ سنة ,1981 حسبه، وهذا ما ساهم في تفشي الفوضى وجعلنا لا نعلم إن كنا نقدم خدمة عمومية أو مصلحة تجارية، حتى أن التنسيقية الوطنية للنقل البري، التي تم إنشاؤها سنة 2004 من أجل توجيه المسؤولين والاستماع لآراء الناقلين، حضر فيها ممثل عن الناقلين مرة واحدة فقط''• فدرالية نقل المسافرين والسلع: ''لقد تم إعطاء خطوط مقابل تقاضي الرشوة وعلى أساس المحاباة'' من جهته، أوضح بوشريط، رئيس الفدرالية الوطنية لنقل المسافرين والسلع، أن '' قطاع النقل يعيش فوضى عارمة بسبب نقض المنشآت والتنظيم من قبل الوصاية التي تفضل اللجوء إلى الحلول السهلة على حساب الناقل البسيط عوض إعداد مخطط نقل''• وأضاف بوشريط أن ''الوصاية قررت فتح خطوط جديدة دون القيام بأية دراسة أولية، وقد تم منح بعض الخطوط مقابل الرشوة والبعض الآخر على أساس المحاباة''، مؤكدا أنه ''مسؤول على كلامه، ففي الوقت الذي كان الناقلون الخواص ينتظرون دراسة كل خط والاطلاع على جميع الملفات والتي يتم على أساسها معالجة النقائص بادرت الوصاية بمشاريع أخرى''• وبالنسبة لرئيس فدرالية النقل التابعة للاتحاد العام للتجار والحرفيين فإن'' الناقلين ضد الاحتكار، وما تقوم به الوزارة هو التوجه مباشرة نحو تقنين الاحتكار من خلال وضع النقل على طبق لشخص أو اثنين معروفين، ومنه التشجيع على البطالة''، متسائلا '' كيف يعقل أن يتم نزع الخطوط لمواطنين يقتاتون منها ويتم إعطاؤها لمؤسسات أخرى''• اتحاد الناقلين الجزائريين: ''53 بالمائة من مجموع 3,1 مليون مسافر يوميا يلجأون إلى االخاص'' أما محمد إيدر، الأمين العام للاتحاد الوطني للناقلين الجزائريين، فقد فضل الحديث بلغة الأرقام، حيث كشف عن وجود ما بين 65 و 70 ألف حافلة نقل للخواص، وسجلت محطة الخروبة وحدها سنة 2007 أكثر من 152 ألف رحلة لعدد فاق 6,4 مليون مسافر، وارتفع هذا العدد من المسافرين سنة 2008 بقرابة مليون مسافر، ووصل تقريبا 5,5 مليون مسافر مقابل أكثر من 163 ألف رحلة• ويضيف المتحدث ''حركة النقل ترتفع في العاصمة بمعدل 3,1 مليون راكب عبر مختلف وسائل النقل من قطار وسيارات أجرة وقطار وحافلات النقل العمومي والخاص، إلا أن نسبة تنقل هؤلاء المسافرين ترتفع عند الناقلين الخواص، وتصل نسبة تردد الركاب عليهم حوالي 53 بالمائة ''• واعترف إيدر بأنه '' في عهد الوزير الراحل، محمد مغلاوي، حاول المرحوم إشراك النقابات في جميع المشاريع التي أعدها، لكنها لم تر النور، مثل مشروع تسقيف الأسعار وغيرها من المراسيم التي أعدها وتم إلغاؤها''•