"الدوبارة" المطلوبة رقم واحد في المطاعم التقليدية جولة قصيرة قادتنا عبر العديد من المطاعم الشعبية بمدينة بسكرة، كانت كافية للتأكد من أن هذه الأكلة المطلوبة رقم واحد لدى الزبائن في مثل هذا الوقت. عمي "علي زراري"، مالك أحد المطاعم، أكد لنا أنه يعد منذ الصباح الباكر "الدوبارة" بعد أن كان قد وضع البقول الخاصة بالماء طيلة الليل، حتى تطهى بسرعة في اليوم الموالي على حد تعبيره حيث يقوم بتنظيفها وغسلها ويضعها بعد ذلك في قدر على نار هادئة لتستوي جيدا، ويضيف لها التوابل لتعطي نكهة خاصة مع البصل والطماطم والفلفل ساعات قليلة وتطهى الأكلة، ويستعد عمي علي رفقة مساعديه بمطعه المتواضع بجانب البريد المركزي بعاصمة الولاية، ليقوم باستقبال الزبائن، وطبعا "الدوبارة" وهي المطلوب رقم واحد. كما أن هذه الأكلة وإن اختلفت طريقة إعدادها فإن لها طريقة مميزة، حيث توضع في صحون ذات عمق واسع، تضاف لها كمية من التوابل كالفلفل والطماطم والبصل وحشائش مختلفة، والهريسة لمن يريد ذلك. وإن تجددت طرق إعدادها، فالنكهة واحدة، ف "الدوبارة" وصفة سحرية تقيك الجوع طيلة النهار. ففي شوارع مدينة بسكرة العتيقة، تخرج "الدوبارة" كما يفضل الكثيرون تسميتها عطرا صنعته توابل فواحة تسيل اللعاب وتقهر في لحظة نسمات الشتاء الباردة. طاولات منصوبة هنا وهناك، وعليها حاويات بلاستيكية عديدة تحتوي على فول وحمص مطهي، وما عليك إلا أن تأكل منها أو تأخذها إلى بيتك وتفرغها جميعها في قدر أو صحن، وتنعم بأكلها وعائلتك. مجموعة من الزبائن الذين وجدناهم بمطعم عمي علي زراري، تحدثنا إليهم، خاصة أولئك الذين جاءوا من أجل "الدوبارة" فقط. "نوار حكيم" موظف بقطاع المالية، أكد لنا أنه يحضر لأكل "الدوبارة" دائما، خاصة في هذا الموسم البارد، فهي كما قال تقيه الجوع طوال النهار وتعطيه الحرارة التي يحتاجها في مثل هذه الأيام الباردة، فهي فعلا أكلة سحرية تعطيك طاقة ونشاطا غير عاديين، تكبح عنان الجوع والخمول طوال اليوم.