عكس السنوات الفائتة، قلّ الإقبال على الدوبارة البسكرية خلال رمضان الحالي رغم لجوء بعض الباعة إلى تخفيض الأسعار ب20 دج عن السعر المعمول به المقدر ب70دج خلال سائر أيام السنة. وتجلى عزوف المواطنين عن هذه الأكلة الأكثر شعبية محليا، والتي تعدت شهرتها حدود الولاية، في خلو المحلات من تلك الطوابير التي كانت تشهدها في سنوات سابقة تنجم عنها شجارات من حين إلى آخر، كما غابت عن واجهات المحلات أكوام حاملات الأكل التي يودعها أصحابها في الصباح قصد الظفر بالدوبارة مساء. وفيما تشهد ما لا يزيد عن 4 محلات بعض الإقبال من طرف الذين يأبون أن تخلوَ موائدهم من هذه الأكلة التقليدية، بالكاد يبيع آخرون ثلث ما حضروه من كميات الفول والحمص ما يضطر بعضهم إلى رمي ما تبقى نظرا للتلف الذي يلحقها بسبب الحرارة المرتفعة، حيث يرجع البعض سبب العزوف عن اقتناء الدوبارة إلى الحرارة المرتفعة التي تشهدها المدينة قبل وأثناء الشهر الكريم تؤدي إلى ارتفاع الحموضة في الأكلة إذا ما أضيفت إليها التوابل والبهارات. وتفاديا لذلك، بفضل البعض بين هذه الأخيرة والمادة الأساسية فولاً كانت أم حمصاً وأحيانا مزيجا بين الإثنين يحبذ الكثير تناولها (دوبل حار). وعكس هذه المادة، التي كانت في سنوات سابقة تنعت بسيدة مائدة رمضان البسكرية، لا تتنازل الكثير من العائلات عبر ربوع الزيبان عن الأكلات الشعبية المحضرة في المنزل كالشخشوخة والدشيشة والحسوة، هذه الأخيرة يتناولها كبار السن بشراهة وتكاد تكون وجبة يومية. والملاحظ في رمضان هذا العام، الذي يتزامن وأواخر أيام الحر ببسكرة، انتعشت تجارة الفواكه بشكل ملفت للانتباه، كما انتعشت تجارة المشروبات الغازية وساعد في ذلك أسعارها المعقولة نسبيا مقارنة بجودتها، فالعنب الموسكي يتراوح سعره بين 80 و100دج للكيلوغرام الواحد ويعتبر الفاكهة الأكثر طلبا قبل الإجاص الذي يتراوح سعره بين 70 و120 دج حسب الجودة. وقد يقل في سوق زقاق بن رمضان الذي ينعت بسوق الفقراء، نظرا للأسعار المقبولة التي تميزه عن باقي فضاءات السوق في وسط مدينة بسكرة وضواحيها. ح. عماري