شهدت مختلف أزقة طريق وهران الذي يتوسط مدينة القليعة والمحلات المتخصصة في بيع الألبسة توافدا منقطع النظير للعائلات، التي غالبا ما تكون مرفوقة بأبنائها، بغرض اختيار ما يليق بهم من ألبسة وأحذية يتباهون بها طيلة أيام العيد· وحسبما أفاد به بعض التجار ل''الفجر'' فإن أجواء الأيام الأخيرة من رمضان تختلف تماما عن بدايته، حيث يغير معظم أرباب الأسر وجهتهم، فمن السوق المغطى المخصص لبيع الخضر والفواكه طيلة الأيام الأولى لهذا الشهر يتوجهون إلى أسواق الملابس والأحذية بداية من العشر الأواخر، وهو ما خلق أجواء استثنائية بشارع طريق وهران الذي بات يشهد حركية وانتعاشا كبيرين، حتى ذهب أحد المواطنين إلى وصفه بالوريد العصبي الذي يبعث الحياة في مدينة القليعة· وما لفت انتباهنا ونحن نتجول بمختلف أزقة هذا الشارع الذي يمتد من مسجد القليعة غربا إلى غاية موقف الحافلات، الواقع عند المخرج الشرقي لذات البلدية على طول أزيد من 1 كيلومتر، هو الإقبال الواسع والتهافت على مختلف السلع المعروضة رغم غلائها في معظم الأحيان· فمثلا أسعار الأحذية المعروضة بهذا الشارع لا تختلف عن نظيرتها المعروضة في محلات بوسماعيل أو فوكة أو دواودة· وفي هذا الشأن أعقب صاحب محل لبيع الأحذية قائلا إن سر إقبال جمهور المواطنين من مختلف مناطق الناحية الشرقية لتيبازة على هذا الشارع قبيل دخول العيد لا يعود إلى عاملي الغلاء أو الرخاء، بل لتوفر السلع وتواجدها بشكل كبير، وهو ما يتيح لهم فرصة الاختيار· من جهة أخرى، وفي ظل تباين الطبقات الاجتماعية لهذه العائلات واختلاف وضعياتهم المادية، فإن المحلات المعروفة ب''الشيفون'' جمهورها الخاص بها· ويقول رب أسرة التقينا به يختار لأطفاله بعض الألبسة في أحد المحلات أنه ليس بمقدوره شراء كل ما يرغب فيه أطفاله الذين يطالبونه دائما بألبسة وأحذية من العلامات التجارية العالمية· وأضاف أنه على الرغم من الراتب الإضافي الخاص بزوجته التي تعمل كمدرسة، فلا يمكنه أن يلبي كل رغبات أولاده المتمثلة في الملابس الجديدة على وجه الخصوص، والتي عادة ما تكون جد باهظة على حساب تحمل باقي المصاريف التي تصرف في شراء المواد الغذائية وفي دفع ثمن فواتير الكهرباء والهاتف والماء· كما أشارت إحدى ربات البيوت إلى حالة العسر التي دفعتها إلى اقتناء الملابس من مثل هذه المحلات، أوضحت أن زوجها يتقاضى راتبا شهريا قليلا جدا، إلا أن أبناءها تقول إنهم سيقضون عيدا سعيدا بالملابس التي اشترتها لهم بعد إعادة غسلها وكيها لتبدو جديدة ·