طالب الأمين العام للمنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب بتيزي وزو، بوطابة خالد، بضرورة استصدار قانون أساسي خاص يحمي هذه الشريحة من الضياع وتلاعبات الإدارات المختلفة، بل وحتى المنتخبين المحليين الذين يتهربون منهم وكأنهم أصيبوا بمرض معدٍ خطير· وأضاف المتحدث في تصريح خص به ''الفجر''، أن هذه الفئة تعاني من نقائص جمة في جميع الأصعدة المهنية والاجتماعية والصحية والنفسية· وتم على مستوى ولاية تيزي وزو وحدها إحصاء 1228منخرط، بينهم ما يزيد على 500 توفوا، إلى جانب أزيد من 500 آخرين تعرضوا لعاهات من مختلف الدرجات، ضف إلى ذلك ما يعادل200 أرملة تتراوح أعمارهن مابين 20 و50 سنة، إلى جانب اليتامى الذين تتراوح أعمارهم مابين العامين و30 سنة، والكثير منهم يعانون من أزمات نفسية يستدعي تشخيصها المبكر لتفادي تفاقم الوضع، خاصة وأن الكثير منهم عاشوا تفاصيل مقتل والديهم أمام مرأى أعينهم· كما تم تسجيل 3 حالات لمغتصبات خلال الأحداث المأساوية التي عاشتها الجزائر خلال العشرية الأخيرة، حيث تتراوح أعمارهن ما بين 20 و26 سنة، معتبرا القضية بمثابة ''طابو'' يقف أمامهم وأمام الجهات الوصية للتكفل بالحالات النفسية وحتى الاجتماعية للمغتصبات· من جهة أخرى، تم تسجيل حوالي 50 عون دفاع ذاتي، بينهم من لم يتم إلى غاية اليوم نزع رصاصات اخترقت أجسادهم منذ سنوات الجمر، شأنهم شأن بعض أعوان الحرس البلدي، وكذا حالات أخرى لم يتم بعد إحصاؤها· واشتكى المتحدث أيضا من التهميش الحاد الذي طالهم على مستوى تيزي وزو، التي يعيش منخرطوها أوضاعا مزرية على مختلف الأصعدة، في ظل غياب الموارد المالية بيد المنظمة، التي تعتمد على ما تتبرع به مديرية النشاط الاجتماعي وبلدية تيزي وزو، التي تساعد ككل مرة المنظمة وتمدها بيد العون، على خلاف المديريات الأخرى التي أدارت ظهرها للعمل التطوعي الإنساني مع اعتمادهم على إمكانياتهم الخاصة في العديد من الحالات· وتبعا لهذه الوضعية المزرية التي تعيشها هذه الفئة بعد مقاومة ووقفة تاريخية ضد الهمجية، وجه ممثل ضحايا الإرهاب نداء للسلطات المحلية، بمن فيهم رؤساء البلديات، لمد يد العون لهذه الشريحة المهمشة، التي تصارع المجهول في بلد المليون ونصف المليون شهيد، من خلال تخصيص مقرات على مستوى كل دائرة قصد السماح لمندوبي المنظمة بالتشاور فيما بينهم واستقبال المتضررين الذين يتحتم عليهم حاليا قطع ما يزيد على 40 كلم للالتحاق بالمكتب الولائي المتواجد بالمدينة الجديدة، والذي يحتاج هو الآخر إلى إمكانيات إضافية للتكفل بمنخرطيه بعد أن كانوا سابقا يلتقون في المقاهي الشعبية لحل مشاكلهم· وفي سياق متصل، أضاف بوطابة، الذي يتولى رئاسة المنظمة منذ نهاية سنة ,1998 أنه بصدد إعداد تقرير مفصل سيوجهه إلى والي تيزي وزو، الذي سبق وأن وجه له 3 رسائل لمقابلته منذ تنصيبه عام 2007 دون أن يتلقى أي رد من مصالحه، وهذا بعد إدراجهم في قفة رمضان للسنة الجارية ضمن ضحايا المأساة الوطنية، وهو ما رفضه المتحدث، الذي كشف عن وجود تلاعبات في هذا الإطار من خلال حرمان العديد من المتضررين من المساعدة، وكذا عن اختراق اللقاء الذي جمعهم بالأمين العام للولاية، السيد عباس، الذي حث رؤساء البلديات والدوائر على التكفل بضحايا الإرهاب، لكن ما حدث جاء مخالفا تماما، الأمر الذي أثار حفيظة الأمين العام للمنظة بتيزي وزو بعد أن كانوا سابقا يحظون باحترام الجميع وجعلهم من الأوائل المستفيدين من قفة رمضان والدخول المدرسي وغيره من العمليات التضامنية الأخرى· كما طالب المتحدث بإعادة الاعتبار لهؤلاء من خلال منحهم حصص سكنية ومناصب شغل تحفظ كرامتهم، خاصة الشباب منهم لتفادي إقحامهم في العمليات الإجرامية، كصعودهم إلى الجبل وولوجهم عالم المخدرات والسرقات والأقراص المهلوسة، إلى جانب وجوب تعزيزهم برصيد من التكوين·