فتحت جل الصحف الوطنية، أمس، على أخبار كرة القدم، وعلى الندوة الصحفية التي نشطها المدرب الوطني، رابح سعدان· وهكذا في زمن القحط السياسي والبؤس الاجتماعي، تأتي الكرة مثل زمن الشاذلي لتملأ الفراغ· نشرب كرة، نأكل كرة، ننام على الكرة ونصحى على الكرة·· في غياب المواعيد الانتخابية، التي طبعت لسنوات حياة الجزائريين· فمادامت الرئاسيات مرت منذ بضعة أشهر، والمحليات والبرلمانيات ومازال يفصلنا عنها قرابة ثلاث سنوات، فلابأس أن نتحف يومياتنا بالكرة وجماهير الكرة وأخبار الكرة· وهي أخبار سارة، مادام الفريق الوطني يجمع النقاط، ويقترب من التأهل، فالأكيد أن أخبار الكرة ستكون سارة، ترفع معنويات الشباب وتقلل من الاضطرابات الاجتماعية ومن العنف في الملاعب والشوارع· بعبارة أخرى، أخبار الكرة هذه السنة سيكون وزنها ذهبا، لأنها مثل الماكياج على وجه العجائز ستخفي عيوب السياسة ومآسي الاقتصاد· وليس حبا إذ نرفع ونبجل السيد سعدان الذي ''نفيناه'' لسنوات إلى المغرب، لأنه فشل في تحقيق الفوز في لقاءات ''غوادلاخارا'' سنة 68· واليوم تملأ صوره الصفحات الأولى من الجرائد، فهو الآمر الناهي، يحمل بيده عصا موسى وخاتم سليمان، وبين يديه أريكة ''فرويد'' يحلل عقد الشباب، ويعدهم بأحلام وردية، أحلام المونديال والكأس اللامعة التي حلت منذ أيام ضيفة على الجزائر، وبيع ما بيع معها من أحلام وأكاذيب· ولابأس أن نخلد إلى الخيبة بعد أولى الهزائم في المونديال نجترها لعدة أشهر، قبل أن ننتبه أننا على موعد مع استحقاقات انتخابية، نلوكها لأشهر، قبل أن نسقط في حضن انتخابات أخرى تنقط يومياتنا وتبلد عقولنا·