من قال إننا نعيش فقط كرة، نأكل كرة ونشرب كرة ونرقص كرة، ونحلم كرة، فقد كذب، بعد الحلم بقوارب الموت الذي راود الآلاف منا لسنوات، حتى وإن كانت كل شوارع المدن والقرى الجزائرية مغطاة بالأعلام الوطنية، وكأننا نحتفل بالفاتح نوفمبر أو الخامس من جويلية في سنواتنا الأولى من الاستقلال، فالمبادرة التي فشل في تحقيقها عز الدين ميهوبي تحت شعار ''علم في كل بيت'' حققها الفريق الوطني الذي وحده جمع الجزائريين كآخر فرصة يائسة للشعور بالهوية المشتركة، لأن ولاية سطيف تعيش ''فرحة عارمة'' ليس بقدوم رئيس الجمهورية فحسب، وأيضا بقدوم تسعة وزراء مرة واحدة سيقومون بتدشين العشرات من المشاريع، وهذا يعني أن الولاية الثانية بعد العاصمة من حيث عدد السكان في الجزائر خرجت من الأزمة والتخلف، ما دام هؤلاء الوزراء سيدشنون ما لا يقل عن خمسين مشروعا• طفرة اقتصادية بمعنى الكلمة لأن الرئيس، من غير شك، سيدشن من طرفه مشاريع أخرى لم تذكرها وسائل الإعلام، ولو أن سد عين زادة الذي سيشرف وزير الموارد المائية عبد المالك سلال على تدشينه اليوم، سبق ودشن من طرف الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد نهاية الثمانينيات• ''اللي رش سطيف يبخنا'' على حد التعبير الشعبي، أي أن تستفيد جهات أخرى من الوطن بعشرات المشاريع التي سيشرف الرئيس إن شاء الله على تدشينها، شرط أن لا تسجل ضمنها مشاريع دشنت من سنوات مثلما هو الشأن لسد عين زادة• وحتى تعم الفرحة كل المدن الجزائرية وتتوقف قوارب الموت على طول سواحلنا لأن فرحة الانتصار الرياضي لن تتجاوز حدود الصائفة المقبلة ووقتها سنعود إلى واقعنا المر من غير كرة ولا أعلام•