الطريق إلى إيثاكا··· أهم من إيثاكا! ما الذي تقوله الروح الملحمية عند الشاعر الروسي (ايفتشينكو) عن روح شاعرنا عمر أزراج: '' أبيض، وكنمر مضطرب/ أقبع في الكمين بجانب المغارة المغطاة بالفِلزّ المعدني'' وما الذي يرسمه التصوف الطبيعي عند (لويداس حيرا) من ملامح روح عمر أزراج: ''ربما أسيء فهمي في هذا الأمر / إنه لصحيح بأنني يافع / وربما ساذج مع أناس / لا أعرفهم جيدا ولكني أؤمن وبإخلاص بأن الناس طيبون / وأنهم يتعاطفون مع من أصيبوا بالمحن'' أليست هذه هي القصيدة التي تترجم مترجمها بقدر ما يترجمها، والتي تخلص لا مال قلبه بقدر ما يظن هو أنه يخونها فليس في هذه القصائد، بما هي ضمير سري، فلتة لسان أو فلتة روح، إنها مقاييس شاهقة العلو والإرتفاع يضعها عمر أزراج للجمال وللحياة الإنسانية، مقاييس حياة الدرجة الأولى التي لا تتنازل عن قلقها الحيوي وأزمتها الحيوية· عمر أزراج ( شاعر وناقد ثقافي مقيم ببريطانيا، صدرت له مجموعات شعرية ليس أشهرها (الجميلة تقتل الوحش) وكتب في النقد الأدبي والثقافي، حاصل على ماجيستر في الدراسات الثقافية بالإنجليزية، مترشح للدكتوراه في الدراسات الكولونيالية وما بعد الكولونيالية بجامعة كنت ببريطانيا) وفي هذه المرحلة من عمر التجربة الإبداعية عند أزراج لا نتوقع من ترجماته المنتقاة بعناية ما هو أقل من (الوشاية) بالهواجس الروحية والذهنية الأكثر خفاء في كيان هذا المبدع الكبير المثابر المسافر أبدا بين أقاليم المعنى ومناخات الأسئلة الوجودية الكبرى ''صقران صغيران، قلت لهما: أين قبري؟ قالت الشمس، في ذيلي، وقال القمر في حلقي··'' هذا ما يراه (ري نيه شار) بعينون عمر أزراج والعكس صحيح، وهذا هو مدى السؤال الكبير الذي تتكتم عليه هذه الترجمات الجميلة التي أوشكت أن تكون وصي فنية يرسم فيها الشاعر المترجم سقف طموحاته الجمالية والفكرية بحيث لا يدهشنا أن تتمخض المحطات الأزراجية القاد