أمام أحسن خط دفاعي في كامل التصفيات الإفريقية وهنا ينبغي التأكيد أن منتخبنا الجزائري لم يتلق أي هدف خارج قواعده في الدور الثالث والأخير وهو المؤشر الذي يقف عنده الفراعنة طويلا، لكونهم حتى في حالة تحقيق أخف الأضرار بالفوز بفارق هدفين فإن اللجوء لمباراة فاصلة يعد في غير صالحهم لكونهم لم يسبق لهم وأن فازوا خارج القاهرة، ووصل بهم العجز حتى لعدم تمكنهم من ترويض الأفناك حتى في المدن المصرية الأخرى، أما خارج مصر فالجزائر ''خارجة فيهم بالطول والعرض''• وفيما يلي سرد تاريخي لكل المواجهات التي لعبت بين المنتخبين خارج القاهرة: تعادلنا معهم بالإسكندرية العلاقات الرائعة بين البلدين ساهمت في برمجة مباراتين وديتين بالجزائر ومثلهما في مصر، وبعد المباراة الأولى التي لعبت بالقاهرة وحسمها أصحاب الأرض بأضعف نتيجة بهدف رياض (د32) يوم 20 مارس ,1964 أجرى المنتخبان مواجهة ثانية نقلت إلى الإسكندرية التي فيها أبدع الخضر وتمكنوا من إحراز هدفين في آخر ربع ساعة للشوط الأول عن طريق لالماس (د30) ثم مخلوفي (د42) وكان بإمكان منتخبنا إضافة أهداف أخرى، لكن التسرع حالة دون ذلك• ولأن من يضيع في كرة القدم يتلقى أهدافا فتمكن المصريون من العودة من بعيد وإدراك التعادل بشق الأنفس• فزنا عليهم بأسوان دعا الفراعنة منتخبنا للتحضير سويا استعدادا لنهائيات كأس إفريقيا لعام 1998 التي كانت مقررة آنذاك ببوركينافاسو، خاصة وأن القرعة وضعتهما في مجموعتين متباعدتين، فلعب المنتخبان مواجهة ودية بأسوان يوم 20 ديسمبر 1997 وفيها لقن المدرب الوطني عبد الرحمن مهداوي لنظيره محمود الجوهري درسا في الواقعية الكروية، ومنح الجزائر أول فوز بمصر بنتيجة 1 / 2 وقد سجل للجزائر يومها كل من صايب وبن عمارة• لكل هذا يرتعدون خوفا لكل هذا وأيضا لأناقة المنتخب الجزائري الحالي الذي تلعب عناصره في أقوى وأحسن البطولات العالمية كالليغا، الدرع الممتاز والكالشيو على سبيل الذكر لا الحصر، فالمصريون يرتعدون خوفا منا لعدم ثقتهم أيضا في منتخبهم الهرم الذي يبدو أنه قدم كل ما عنده في فترات سابقة، لكنه في التصفيات الحالية لم يقنع في أي مباراة من المباريات الخمس التي لعبها في هذه التصفيات، فعند استقباله لزامبيا نجا من هزيمة مؤكدة، ثم تعرض للسقوط على الرأس بالجزائر، وحتى فوزه على رواندا بالقاهرة بثلاثية كان بشق الأنفس: ضربة جزاء من خيال الحكم، ثم هدف ثالث في الوقت بدل الضائع على طريقة الرسوم المتحركة، وفي مباراة العودة كان الفريق المصري خارج مجال التغطية، وطريقة تسجيله للهدف الوحيد الذي أمضاه أحمد حسن تؤكد ذلك• أما في زامبيا فقد مثل الفراعنة أكثر مما لعبوا، وتأكد الجميع من أن زيارة كالوشا للقاهرة لم تكن بريئة، وهكذا فما بني على باطل لا ينتهي سوى بالبطلان وموعدنا يوم 14 نوفمبر••• 24 ديسمبر 1997 الخضر فعلوها في القاهرة سيبقى تاريخ 24 ديسمبر 1997 أحسن تاريخ بالنسبة للجزائر لكونها سجلت انتصارا في قلب القاهرة ومن ستاد ناصر بالذات بنتيجة 1 / 2 مع الرأفة نظرا للسيطرة الرهيبة التي فرضها الثنائي الهجومي آنذاك تاسفاوت وعجالي اللذين وقعا هدفي الخضر، وكان بإمكانهما مضاعفة غلتهما من الأهداف، حيث نجت مصر يومها من هزيمة ثقيلة، لتنتهي المواجهة بفوز مدوي للجزائر 1 / .2 17 مارس 1984 المقابلة الترتيبية بنهائيات ''الكان'' بأبيدجان بعد مواجهتي الأعصاب لحساب تصفيات أولمبياد لوس أنجلس 1984 التي لعبت في فيفري من نفس السنة، التقى المنتخبان بعد أقل من شهر في نهائيات الكان التي لعبت في بلاد الفيلة كوت ديفوار، بعد أن أقصيا من الدور نصف النهائي بنفس الطريقة بركلات الترجيح، الجزائر ضد الكاميرون ومصر ضد نيجيريا، وهناك تمكن المدرب خالف محيي الدين من أن يمرغ الفراعنة في الوحل بعد أن هزمهم بالأداء والنتيجة، الهدف الأول وقعه ماجر الذي عبث بكل الدفاع ودخل بالكرة في الشباك (د68) ثم تلاه بلومي بلمسة سحرية للكرة على طريقته الخاصة (د71) ثم منح الحكم هدية للفراعنة تتمثل في ضربة جزاء أجمعت كل إفريقيا على أنها غير شرعية، ومنها سجل مجدي عبد الغني (د76) الهدف الوحيد الذي دخل مرمى سرباح في تلك الدورة• وفي الدقيقة الأخيرة تمكن حسين ياحي من تسجيل الهدف الثالث الذي أطلق به رصاصة الرحمة على أحفاد فرعون• ق• ر العامل التاريخي أيضا في صالحنا ما يزيد من تفاؤل الجزائر قبل موقعتها في مصر، هو أن العدالة التاريخية في صالحها لكونها لعبت مع مصر في تصفيات المونديال مرتين، الأولى للوصول إلى العرس العالمي بإيطاليا 1990 وفيها تمكنوا من التأهل بعد أن تعادلوا معنا ذهابا بقسنطينة 0 / 0 ثم هزمونا بطريقتهم البلطجية في العودة بهدف دون رد وبمحاباة لا يختلف فيها اثنان من الحكم التونسي علي بن ناصر، وفي تصفيات المونديال الآسيوي 2002 وضعت القرعة المنتخبين في مجموعة واحدة لكنهما أقصيا سويا، والدور في المرة القادمة على تأهل الجزائر لكونها الأقرب والأجدر بدليل عدم خسارتها في تصفيات الدور الأخير وتسجيلها لأربعة انتصارات متتالية وتسير في طريق تحقيق الفوز الخامس• مصر لا تعرف المونديال سوى في إيطاليا تأهلت مصر مرتين إلى نهائيات كأس العالم، وشاءت الصدف أن يكون ذلك فقط في إيطاليا، فقد شاركت في الدورة الثانية عام 1934 ولعبت مباراة واحدة وخسرتها أمام المجر 4 / 2 ثم انتظرت عودة المونديال لإيطاليا لتشارك في دورة 1990 لكنها لم تقدم لا عروضا ولم تكسب أي انتصار يذكر، حيث تعادلت مع هولندا ثم إيرلندا قبل أن تخسر من إنجلترا، لتنتهي المجموعة بتأهل كل المنتخبات للدور الثاني ماعدا مصر التي فيما يبدو عليها انتظار نجاح الطليان في تنظيم المونديال للمرة الثالثة حتى يعودوا للنخبة العالمية• خارج مصر••• الفوز دائما للجزائر هذا عن المباريات التي لعبت في مصر وخارج القاهرة حيث الظروف القاهرة، فماذا يقول التاريخ عن المواجهات التي جمعت المنتخبين على أراض محايدة ولمن كانت الغلبة؟ الإجابة تكتشفونها في ما يلي: 03 جانفي 1976 دورة الصداقة الودية بالرياض السعودية كان بتروني عمر في هذا الوقت أمير الأهداف الحاسمة سواء مع ناديه مولودية الجزائر أو مع المنتخب الوطني، ولم يكن للاعب مثله أن يضيع فرصة تدوين اسمه على سجل انتصارات الجزائر على مصر، وكتب له ذلك على الأراضي السعودية في دورة الصداقة التي احتضنتها الرياض مطلع عام 1976 الذي كان عام الحصاد لبتروني الذي فاز خلاله بكل الألقاب الممكنة بعد أن افتتحه بالنيل من المصريين• 29 جانفي 2004 نهائيات ''الكان'' بسوسة رغم تباين تحضيرات المنتخبين للعرس الإفريقي 2004 بتونس، حيث لم تلعب الجزائر سوى بضع مقابلات تعد على أصابع اليد الواحدة، فيما لعبت مصر 34 مباراة ودية، إلا أن موقعة سوسة أكدت علو كعب الجزائر حتى وإن خاضت المباراة بتعداد ناقص بعد طرد ماموني الذي كان قد افتتح النتيجة (د14)• لكن أحمد بلال فلت من مصيدة التسلل وعدل النتيجة• وفي (د86) يتمكن حسين آشيو من تسجيل هدف مارادوني أكد به أن مصر لا يمكنها الفوز على الجزائر سوى بقواعدها وفقط مهما كانت الظروف• 19 مارس 1980 نصف نهائي ''الكان'' بنيجيريا لم تنجح الجزائر طيلة فترة السبعينيات من الوصول لنهائيات الكان، لكنها في أول دورة لحقبة الثمانينات كسرت النحس وتأهلت وأبدعت في إيبادان النيجيرية لتفوز ببطولة مجموعتها وتقابل مصر في المربع الذهبي• ورغم خبرة هذا الأخير في العرس الإفريقي وتقدمه بهدفين وقعهما كل من الخطيب (د42) ثم رحمان (د47)، إلا أن الداهية بلومي عرف كيف يخلط أوراق الفراعنة ويصنع هدفي التعادل في أقل من عشر دقائق بتمريرة حاسمة إلى عصاد (د54) ثم أخرى إلى المرحوم بن ميلودي الذي عدل النتيجة (د63).