المؤامرة والمسرحية المصرية الجديدة عناوينها البارزة ''الجزائر تصالح وتعتذر لمصر'' و ''الجزائر الصغيرة تعتذر لمصر الكبيرة!'' و''الرئيس بوتفليقة الأصغر سنا يعتذر ل ''شقيقه'' الأكبر سنا مبارك!!''• وذكرت المصادر نفسها، أن آل مبارك وفي مقدمتهم الرئيس المصري، وبعد أن انكشفت عورات نظامهم أمام الملأ وآخطآوا في حق الجزائر وشعبها، يسعون إلى حفظ ماء الوجه أمام رعيتهم أولا والعالم العربي ثانيا عبر السعي إلى ''دفع'' الجزائر وعلى رأسها الرئيس بوتفليقة خاصة إلى ''الاعتذار'' ومصالحة مصر لكي تظهر مصر ''الكبيرة'' التي يُطلب منها الاعتذار• المسرحية المصرية التي تحركها أطراف مصرية غير بريئة وإن كانت تحمل شعارات ''بريئة'' مثل الأخوة العربية، تسعى إلى وضع فخ للرئيس بوتفليقة عبر عزف وتر التسامح، وأن المسامح كريم وتريد أن ''تحشّم'' (كما يقول التعبير العامي الجزائري) الرئيس بوتفليقة ليبادر إلى ''الاعتذار''• وبدت ملامح هذا السيناريو المصري بظهور مقالات تعزف على الوتر، وكانت بدايتها بالإعلامي المصري حمدي قنديل، الذي نشر موضوعا قبل يومين تناقلته ونشرته وسائل الإعلام المصرية بشكل غريب، وحتى بعض الصحف الجزائرية عن براءة بالتأكيد وبدون وعي بمخاطره• والمقال عبارة رسالة شخصية من قنديل إلى الرئيس بوتفليقة تغاضى فيها قنديل عن الاعتداءات التي طالت الجزائريين وفي مقدمتهم تشكيلة ''الخضر'' في القاهرة، ولم تخرج روايته فيها للأحداث عن الرواية الرسمية في مصر والادعاءات المغرضة التي نفاها السودان عن تعرض مشجعين مصريين لاعتداءات من قبل مشجعين جزائريين• ولجأ قنديل، بعد أن آسهب في مدح الزعيم الليبي معمر القذافي الذي وصفه ب ''ملك ملوك إفريقيا وعميد القادة العرب''، دعاه إلى التدخل للوساطة بين البلدين، ودغدغة مشاعر الرئيس بوتفليقة والعزف على وتر علاقته الشخصية به، قائلا في ختام رسالته الطويلة لبوتفليقة: ''لذلك أنتظر منك ياسيادة الرئيس أن توقف مسلسل الانتقام وأن تتخذ قرار المصالحة الذي أعرف مدى صعوبته في مواجهة جمهور غاضب، لكنك اتخذت من قبل قرارا أصعب بالمصالحة بين الجزائريين أنفسهم!!''• وفي دس واضح للسم في العسل، يكتب قنديل في الفقرة ما قبل الأخيرة من رسالته لبوتفليقة: ''أنا عاتب يا سيادة الرئيس لأن محصلة الأيام الحالكة الماضية هي سجل حافل من الخسائر المادية للمصريين دون خسائر تذكر للجزائريين، دعك من خسارة المصريين لكرامتهم في الخرطوم، وأنت تعرف فداحة الكرامة الجريحة!!!''• تحرك قنديل وقبله الشيخ القرضاوي الذي حاول، في رسالته المنحازة للرواية المصرية والمتهمة للجزائر، اللعب على وتر علاقته ''الأخوية'' بالرئيس بوتفليقة، وتأكيده أن ''عشمه'' في الرئيس بوتفليقة أكثر منه من الرئيس المصري مبارك!!• وتتضح معالم ''مؤامرة ضرورة اعتذار الجزائر لمصر'' الواضحة في اللهجة الجديدة التي طلع الإعلام المصري بها وبيادق '' آل مبارك'' من ممثلين وكتاب وإعلاميين مصريين في الإصرار على ضرورة اعتذار الجزائر لمصر وأن لا شيء مقبول غير الاعتذار• وكشفت المصادر نفسها ل ''الفجر'' أن عمرو موسى مرعوب من رد الفعل الجزائري، الذي يعتقد أنه سيأتي إن عاجلا آم آجلا، على الحملة المصرية وخاصة على منصبه وعلى الجامعة العربية• ومن المعالم الأخرى ل ''مؤامرة ضرورة اعتذار الجزائر لمصر'' هو ما طلعت علينا به صحيفة ''القدس العربي'' الصادرة في لندن، التي ربما عن قصد أو غير قصد، وقعت هي الأخرى في فخ المؤامرة المصرية• ''القدس العربي''، التي طبلت في عددها الصادر أمس أيما تطبيل وتمادت في مدح الزعيم الليبي معمر القذافي وأنه سيكون أفضل وسيط بين الجزائر ومصر، والتي طلعت أول من أمس بافتتاحية غريبة دعت فيها ''الرئيس بوتفليقة باعتباره الأصغر سنا، والأقصر زمنا في الحكم، طلبت من القائد الليبي آن يتوجه إلى القاهرة، والى مقر الرئيس مبارك في قصر القبة معانقا ومواسيا، معتذرا عن بعض الأخطاء الناجمة عن انفعال غير مقصود من قبل مجموعة صغيرة من المشجعين''•