لن نقلل من شأن المسافة التي قطعتها طائرة ''الريس'' من مطار القاهرة إلى مطار هواري بومدين ليدخل الجزائر حاضنا ومحتضنا، ولن نبخس مبارك مصر ''عزاءه'' في مصاب الرئيس، فقد جاء ''الريس'' ومهما كانت درجة الجفاء وظروف ومسببات الخلاف بين البلدين، فإن مصر هذه المرة عرفت، وعلى أعلى مستوى، من أين تقذف كرتها لتسجل هدفا ''نظيفا'' في مرمانا، طالبة ودا قطعت أواصره كرة لم يجن منها البلدان سوى ''مسخرة'' أن إسرائيل قد دعت الشعبين الشقيقين إبان الأزمة إلى ضبط النفس وتجاوز الخلافات··؟زيارة حسني مبارك ''المفاجعة'' لغرباننا وغربانهم، أثارت استنفارا في كلا الوكرين اللذين أججا نيران العداء والجفاء، ليعلو النعيق صوت الحكمة، وتحاول أطراف من هنا حيث نحن، ومن هناك حيث هم، التقليل من ''خطوة'' مبارك ''المباركة''، لإبقاء الوضع على ما هو ''متعفن'' عليه، خدمة لمصالح وأهداف ظاهرها معركة ذود عن كرامة الأوطان، وباطنها أنهم يريدون ''الفرْعنة'' هناك و''البرْبرة'' هنا··سواء كانت الزيارة عزاء اقتصاديا أو عزاء سياسيا في ثوب إنساني، فإن المهم في الخطوة أن ''مصر'' رفعت رايتها في شوارع العاصمة وأن الرئيسين أخرجا علاقتي البلدين من ملاعب الكرة ليحصناها من لعب ''العيال''، الذي عرى ''تقزّمنا'' أمام الأمم، ولمن شحذ سكاكينه لطعن الزيارة بالتخفي وراء قشة أن ''مصر '' لم تعتذر، نقول إن فرنسا كذلك لم ''تعتذر'' و لم تسدد لنا ثمن ''قمحنا'' كدَيْن لايزال على عاتقها منذ عهد الداي حسين، ورغم ذلك لم يرفع أحد شعار ''لا لفرنسا·· إلا بعد الاعتذار''، فكفوا عنا ''نباحكم'' فإن مصر ''أنابت'' وكانت ''كبيرة'' بعدما نزل رئيسها في بلده الثاني مسجلا هدفا نظيفا في مرمى ''الخلاطين'' هنا وهناك!!