ألفنا ظهور قطعان الأغنام وانتشارها في مختلف الأماكن قبل العيد الأضحى بحوالي عشرين يوما على الأقل، إلا أن هذه السنة كانت لها نكهة خاصة، حيث اختفت قطعان الأغنام عن الأنظار في أي مكان وذلك بسبب انشغال الجميع حتى الموّالين بمباراة الشرف والحسم، والتي كانت بين الغريمين رياضيا مصر والجزائر عبر التاريخ• وما زاد المباراة أهمية أنها ستكون نافذة الدخول إلى التنافس العالمي، لهذا كانت لها نكهة خاصة، حيث تابعها على غير العادة الكبير والصغير والأعمى والبصير والمتعلم والجاهل والذكر والأنثى، وما الموّالون إلا جزء من المجتمع الجزائري، حيث إن المباراة دفعتهم لتأجيل بيع أغنامهم إلى ما بعد المباراة فالمعروف عن الجزائريين أنهم يؤجلون كل أعمالهم بعد رمضان بقولهم ''كي نشربو الما ساهل'' لاهتمامهم بالشهر الكريم والتفرغ له، لكن هذه المرة دخل أمر جديد أكثر أهمية من أي شيء آخر كعذر لتأجيل الأعمال والمشاريع مهما كانت أهميتها، فالكل مسؤولين وإطارات ومؤسسات يقولون ''كي تربحوا الماتش ساهل'' ووجه الشبه هنا بين المباراة ورمضان هو القيمة البالغة والمكانة الكبيرة في نفوس الجزائريين، فحتى الموّالين قالوا كي'' نربحوا الماتش ساهل''• وهذا ما أخبرنا به الجمعي وهو موّال من ولاية باتنة، حيث يقول ''لي أكثر من خمسة عشر سنة في هذا الميدان حيث أعمل شريكا مع أحد القاطنين في حمادي ببومرداس الذي يوفّر المكان الذي نضع فيه الأغنام• ونبدأ العملية - يقول الجمعي - شهرا قبل عيد الأضحى، إلا أنني اتفقت مع شريكي هذه السنة على إبقاء الكباش داخل الاسطبل إلى غاية حسم المباراة المصيرية وهذا ما حدث فعلا''• وبالنسبة لتراجع الربح عن السنوات الماضية يقول الموّال إن ذلك لا يهمه، ''الأهم هو فوز الجزائر وتأهلها لتمثيل العالم العربي والإفريقي في كأس العالم 2010 وهذا أعظم فوز لي وللجزائر''• هذه هي الجزائر وهؤلاء هم الجزائريون وكل شيء عنهم يهون من أجل الجزائر لتحفظ وتصون، فالحمد لله أن الفوز كان حليفنا وإلا فلن يكون كباش ونمضي العيد ببلاش•