استنكر المؤرخ والدكتور، محمد القورصو، تصرف باريس المتعلق بذاكرة حرب التحرير ومحاولة تبييض أعمالها الاستعمارية في الجزائر، من خلال إقدامها على تسجيل قائمة للضحايا الفرنسيين المدنيين الذين سقطوا في الحرب مع الجزائر وباقي المستعمرات، على غرار تسجيل أسماء الجنود والحركى في نصب تذكاري أقيم مؤخرا• ولفت المؤرخ الى أهمية التمييز بين طبيعة المدنيين الفرنسيين، الذين كانوا يعيشون في الجزائر أثناء العهد الاستعماري، وقال هناك صنفان من المدنيين الذين قتلوا، فمنهم من وقف موقفا معاديا لاستقلال الجزائر وتطاول على ممتلكات وأرواح الجزائريين، خاصة وأن هناك عناصر ساهمت في تعذيب وتقتيل الجزائريين، وصنف راح ضحية قضية فرنسية فرنسية، سواء في مواجهات المنظمة العسكرية السرية، ورفض البعض لتوجهات الحكومة الفرنسية نحو تقرير مصير الشعب الجزائري تحت ضغط الثورة• وحمل المتحدث، في اتصال هاتفي أمس ب ''الفجر''، حكومات المستعمرات الفرنسية السابقة، منها الجزائر، مسؤولية عدم الضغط على فرنسا ودفعها للاعتراف بجرائمها، معيبا عليها عدم قيامها بواجبها التاريخي والمعنوي في هذا الإطار• وقال القورصو إن ''فرنسا لو تلقت ضغوطا حقيقية من مستعمراتها لانتهى بها الأمر إلى الاعتذار عن جرائمها خلال الحقبة الاستعمارية لهذه الدول''، وأضاف ''أن كل يوم يمر يزيد استبعادي لإقبال فرنسا على الاعتذار عن جرائمها الاستعمارية، وقال إن ''الاتجاه المستقبلي في فرنسا شبه فاشي ينبذ كل ما هو غير فرنسي''•