أرجع رئيس المجلس المهني للنباتات المحمية السيد لفكيك امزيان إشكالية تذبذب إنتاج البطاطا بالجزائر إلى غياب المساعدات التقنية التي يمكن للغرفة الوطنية للفلاحة توفيرها للفلاح كمساعدة لتكييف الإنتاج مع نوعية التربة وتقلبات الطقس، مشيرا إلى أن الجزائر تحتل المرتبة الثانية إفريقيا من حيث المساحات المخصصة لإنتاج البطاطا إلا أن المردود يبقى ضعيفا مقارنة بالإمكانيات الطبيعية، وأشار السيد لفكيك وهو مختص في إنتاج بذور البطاطا ببريطانيا في تصريح خاص ل"المساء" إلى أن مخابره طورت للجزائر فصيلتين من البذور تتأقلم مع نوعية التربة وهي "أطلس" و"باميلا" على أن يتم في القريب العاجل تسويق فصيلتين جديدتين في السوق الجزائرية دائما ويتعلق الأمر ب"دفلة" و"أبولين" سيشرع في تسويقهما خلال السنة الجارية. الحديث عن إنتاج البطاطا بالجزائر لم يعد يقتصر على المستهلك والفلاح وحده بل تعداه للسلطات العليا والمختصين بعد الأزمة الأخيرة التي عرفتها السوق الجزائرية اثر ارتفاع الطلب على العرض بسبب انخفاض الإنتاج وهو ما دفع بالحكومة إلى فتح الحدود البحرية وتخفيض الرسوم الجمركية على المستوردين لاستيراد كميات كبيرة من البطاطا وتعديل دفة الأسعار بأسواق الجملة والتجزئة بعد أن بلغت مستويات قياسية لم تسجلها الجزائر منذ الاستقلال. ولدى تطرق المختص لفكيك امزيان وهو تقني في مجال إنتاج بذور البطاطا بأحد أكبر المخابر البريطانية لأزمة البطاطا التي عرفتها الجزائر مؤخرا، أشار إلى أن الإشكالية تتلخص أساسا في غياب المسايرة التقنية للفلاح الجزائري الذي لا يزال إلى غاية اليوم يجهل التقنيات الحديثة وسبل استغلال التكنولوجيات الحديثة في تكثيف الإنتاج من دون إحداث ضرر في نوعيته علما أن المنتوجات الزراعية الجزائرية تشتهر في الأسواق العالمية كونها طبيعية ولا تحتوي على المنتجات المعدلة جينيا، ويقول السيد لفكيك في هذا السياق أنه يحاول من خلال مؤسسته ببريطانيا التي اشتهرت بإنتاج عدة أنواع من بذور البطاطا دراسة مختلف الفصائل التي زادت عن 130 نوعا عبر العالم لتحديد تلك التي تتلائم مع متغيرات الطقس ونوعية التربة، وبالنسبة للجزائر يصدر المخبر نوعين من البطاطا ويتعلق الأمر ب"الأطلس" وهي بطاطا من النوع الأبيض و"باميلا" ذات اللون الأحمر اللون والتي تستغل غالبا في مجال الصناعات التحويلية حيث يقول المتحدث أن المخبر استطاع تحديد هذين النوعين للجزائر منذ أكثر من خمس سنوات وهي تتلائم جيدا مع تقلبات الطقس ونوعية التربة مشيرا إلى أن اعتدال المناخ بالجزائر يساعد المنتجين على زراعة المنتوج ثلاثة مرات في السنة وهو ما يوفر طلبات السكان وحتى التصدير إلى الخارج إذا ما تمت مسايرة المنتوجين تقنيا. من جهة أخرى دعا المختص الوزارة الوصية إلى إعداد خريطة طوبوغارفية لتحديد الولايات والأراضي الخصبة الصالحة لتكثيف إنتاج البطاطا مصرحا أن الجزائر تملك الإمكانيات الطبيعية تؤهلها لاحتلال الريادة في إنتاج البطاطا عالميا، علما أنها تحتل المرتبة الثانية إفريقيا من حيث شساعة المساحات المزروعة المخصص لإنتاج البطاطا والتي زادت عن مليون هكتار، كما أصبح اليوم من الضروري تحديد أنواع البطاطا التي يمكن الاستثمار في تكثيف إنتاجها بالجزائر ولِم لا البحث عن أصناف جديدة لاستغلالها. وعن عملية إنتاج البذور يقول السيد لفكيك أن المخبر يختصر السنوات السبع التي يستغلها الفلاح من اجل بلوغ الأصناف الجيدة من البذور مع استعمال مختلف التكنولوجيات الحديثة دون إدماج المواد المعدلة جينيا في تحسين نوعية البذور، علما أن إنتاج بذور البطاطا على ارض الواقع يمتد على طول سبع سنوات فعندما نجني محصول الجيل الأول من المنتوج يقوم الفلاح بإعادة زراعة البذور للحصول على الجيل الثاني في السنة الموالية وهكذا حتى يصل إلى السنة السابعة، ولا يجب عدم فصل مرحلة إنتاج بذور البطاطا بسنة أو أكثر حتى لا تختل صيرورة الإنتاج، وعند بلوغ السنة الثامنة تكون الدورة قد اكتملت ، نظرا لأهمية عملية إنتاج البذور لا توكل إلى فلاحين بسطاء بل يشرف عليها أخصائيون في الميدان، كما أن الجزائر تملك اليوم مخبرا وطنيا لإنتاج بذور البطاطا الأمر الذي يساهم في توفير 50 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية ليتم استيراد ما بين 70 و120 ألف طن سنويا من البذور من الخارج. وبخصوص السنة الجديدة أشار السيد لفكيك إلى دراسة مخبره لفصيلتين جديدتين من بذور البطاطا تم اختيار الاسم الأولي تخليدا لولاية عين الدفلى المشهورة بالجزائر بإنتاج البطاطا واتفق على تسميتها "دفلة" أما الفصيلة الثانية فأطلق عليها اسم "أبولين"، وعن العمل المخبري الذي يقوم به عدد من التقنين يقول السيد لفكيك انه يتم على أساس أحياء فصائل قديمة من بذور البطاطا حيث يتم تجريب زراعتها داخل المختبر مع تحديد شروط خاصة لأقلمتها مع نوعيات مختلفة من التربة وتحت تأثيرات مختلفة للمناخ قبل أن يتم الخروج بفصيلة جديدة يحميها المختبر الذي يملك "الملكية الفكرية" لكل منتجاته.